إلى أعلى الصومعة التي يفوق ارتفاعها ال30 مترا صعد شاب مساء أول أمس الخميس، ومن هناك ارتفع صوته عاليا مهددا بالإنتحار. المشهد تواصل لأكثر من ساعة ونصف تقريبا وهي الفترة التي قضتها «الشروق» تتابع الحادثة، حتى نجح أعوان الحماية المدنية في إقناع الشاب بالنزول والعدول عن فكرة الانتحار وهو ما تم فعلا.. هذه الحادثة الغريبة عاشتها مدينة صفاقس مساء أول أمس الخميس. ففي حدود الساعة الرابعة والنصف مساء تقريبا، صعد شاب في الثلاثين من عمره يعاني من بعض الأزمات النفسية والعقلية إلى أعلى الصومعة الواقعة بطريق سكرة، ومن فوقها هدد بالإنتحار والإرتماء أرضا.. الحادث بدا وكأنه مشهد شريط سينمائي، وبين مصدق ومكذب، اجتمع الفصوليون وغير الفضوليين بطريق سكرةبصفاقس ليواكبوا «محاولة الإنتحار المعلنة» والتي سرعان ما انتشر خبرها بين الأهالي.. من أعلى الصومعة كان الشاب يتحرك يمنة ويسرة ويهدد بالإنتحار، ومع كل حركة تهتز قلوب الحاضرين الذين كانوا في البداية أقلية ثم سرعان ما أصبحوا بالعشرات بعد أن اشتغل الهاتف الجوال بين الأهالي للإعلام بالحادثة الغريبة.. كان الشاب يتحرك على يمينه ويساره، يصعد وينزل، حتى هب أعوان الحماية المدنية وأعوان الشرطة بصفاقس، ودون تدخلات بالكلام قد تشعل غضب الشاب فينفذ ما في ذهنه، وضعوا بعض الحشايا و الشباك تحت الصومعة والمسجد . و بعد أن نجحوا في وضع مخمدات قد تنقذه من الموت المحقق دخل أعوان الحماية المدنية بصفاقس معه في نقاش طال الحديث فيه حتى أخبار الرياضة و المال والعمل والمشاغل الإجتماعية وحرمة الإنتحار في الدنيا وعقابه يوم القيامة .. كان الحديث معه متقطعا لأن الشاب كان في كل لحظة يقوم بحركة يفهم منها انه سيلقي بنفسه من الأعلى لكنه لا يفعل.. لكن بنجاعة تحسب لأعوان الحماية المدنية، وبسلاليم عالية ومرتفعة تمكن أحد الأعوان من مسكه من أسفل رجله اليسرى، في حين قفز الثاني من خلفه ومسكه بكلتا يديه ليشل حركته ثم ينزل به وسط هتافات «الجمهور» وتصفيقهم ، بل وتشجيعهم لأعوان الحماية المدنية الذين أنقذوا شابا من الموت المحقق بمحاولة انتحار أجهضت في آخر لحظة.. الشاب الذي يعاني من بعض الأزمات النفسية، تم نقله على سيارة الإسعاف وسط كلام مطمئن من الجهات الأمنية التي نجحت هي الأخرى في تطويق تبعات هذه الحادثة التي تحولت إلى الحديث الرئيسي في الشارع الصفاقسي.