انتظم صباح يوم أمس موكب عسكري تولى أثناءه الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة تكريم المجموعة العسكرية العائدة من جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد مشاركتها ضمن القوات الأممية في عملية نشر السلام وحفظه في هذا البلد الإفريقي الشقيق. وحيّى رئيس الدولة في مستهل هذا الموكب العلم على أنغام النشيد الرسمي قبل أن يتوجه إلى كافة العسكريين بالأمر اليومي التالي: «بسم الله الرحمان الرحيم أيها الضباط وضباط الصف والجنود أشرف اليوم على هذا الموكب العسكري البهيج لأحييكم ولأعبر لكم عن ارتياحي واعتزازي بعودتكم إلى أرض الوطن بعد مشاركتكم الموفقة ضمن القوات الأممية في عملية نشر السلام وحفظه في جمهورية الكنغو الديمقراطية الشقيقة. لقد كانت مشاركتكم إيجابية للغاية وحظيت بوافر التقدير والثناء من قبل الأمين العام للمنتظم الأممي والحكومة الكونغولية على حد سواء. وإن استعداد تونس الدائم للمساهمة في كل جهود السلام التي تقوم بها منظمة الأممالمتحدة في أنحاء مختلفة من العالم هو اختيار ثابت في سياستنا وفي العلاقات التي تربطنا بأعضاء المجموعة الدولية كافة. وأؤكد بهذه المناسبة أن بلادنا لا تدخر أي جهد في الانضمام إلى كل المبادرات الأممية والدولية الهادفة إلى الحد من النزاعات والكوارث والويلات التي تعصف بعدد كثير من بلدان العالم. وتجسيما لهذه الغاية شاركت تونس ببعثات سلام ضمن القوات الأممية لإرساء مقومات الأمن والاستقرار في عدة مناطق من العالم حيث قامت قواتنا المسلحة بثلاث بعثات الى جمهورية الكونغو الديمقراطية وببعثة إلى كل من كمبوديا والصومال ورواندا. كما أوفدت وحدة صحية إلى ألبانيا لتقديم خدماتها للاجئي كوسوفو علاوة على إيفاد عدة ضباط ملاحظين أمميين من قواتنا إلى مناطق أخرى كثيرة من العالم. أيها الضباط وضباط الصف والجنود إن المهام النبيلة التي أديتموها في جمهورية الكونغو الديمقراطية الشقيقة بكل ما ميزها من نزاهة وكفاءة وتضحية، قد أكدت مجددا ما تحظى به تونس من ثقة وتقدير لدى منظمة الأممالمتحدة، وما تتمتع به من إكبار واحترام لدى الأسرة الدولية، بفضل جديتها، واعتدال سياستها، وثبات مواقفها، وحرصها على الإسهام في بناء مجتمع دولي يسوده الأمان والاستقرار ويعمه الوفاق والوئام. وقد كنتم في مستوى الأمانة التي عهدناها إليكم، والثقة التي منحناها إياكم، وكان للنشأة العسكرية التي تلقيتموها في مدرسة قواتنا المسلحة، أبلغ الأثر في الاضطلاع بواجبكم على أحسن وجه, في كنف الانضباط، والتفاني، ونكران الذات. وإذ أجدد بهذه المناسبة، لكم ولسائر أفراد جيشنا الوطني، ثقتي وتشجيعي، فإني أوصيكم بالمثابرة على هذه الروح الوطنية العالية من البذل والسخاء، راجيا لكم جميعا اطراد النجاح ودوام التوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته» ثم أكرم سيادة الرئيس المجموعة العسكرية بتقليد عدد منهم شارات الترقية وتوسيم عدد آخر بالوسام العسكري. وجرى الموكب بحضور أعضاء الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي ووزير الدفاع الوطني وأعضاء المجلس الأعلى للجيوش وعدد من سامي الإطارات وضباط الجيش الوطني.