ستّة أشهر مرّت على صعود المكتب الجامعي الحالي الذي يرأسه علي الحفصي والذي رفع في حملته الانتخابية قبل الجلسة العامة الانتخابية ليوم 5 ماي 2010 شعار «...نعم للتجديد والتطوير...». ستّة أشهر كاملة أي 200 يوم وما تتضمنه من ساعات وتطلعات للجماهير الرياضية والمشهد الكروي ككل... كلها مرّت وطوت الكثير من الصفحات عساها تدرك ولو الجزء القليل من نقاط البرنامج الانتخابي العشر والأهداف الخمسة. وإذا برزت بعض المؤشرات الإيجابية في بعض النقاط والأهداف فقد ظلّت النقاط الأخرى على حالها لتعزز حقيقة حال دار لقمان وخاصة بعد فشل المنتخب الوطني في تحقيق ما يعيد الاعتبار إليه والجماهير إلى مدارج ملاعبه عندما يخوض لقاءاته حيث بدأ بفضيحة بوتسوانا بملعب رادس (01) يوم غرة جويلية 2010 قبل أن يتعمق الجرح أكثر يوم 4 سبتمبر عند مواجهة المالاوي (22) على القواعد أي برادس أيضا رغم الرجوع بفوز ثمين من التشاد (في 11 أوت) ثم انتصار أثمن من الطوغو (في 9 أكتوبر الماضي) على أن تبقى الحظوظ متأرجحة بين الشك واليقين خلال المباريات القادمة بعد نتيجة الأمس مع بوتسوانا. لننتظر إلى يوم 4 جوان 2011 لنلتقي التشاد برادس قبل التحول إلى المالاوي يوم 3 سبتمبر القادم ونختم التصفيات بمواجهة الطوغو يوم 8 أكتوبر 2011. مهمة صعبة لإدراك النقطة الأولى! مثل هذه النتائج بدأت تعسّر مهمة المنتخب وتجعل النقطة الأولى من أهداف البرنامج الانتخابي التي تخص تأهيل الفريق الوطني للأكابر للترشح للأدوار الأولى في المسابقات القارية أصبحت غامضة وصعبة الإدراك أو التأهل للحصول على المرتبة الثانية في صورة مواصلة الطوغو لنشاطها دون أن يتم تجميده من الفيفا على الرغم من سهولة المجموعة التي ننتمي إليها والتي لا تضم أي فريق «كبير» وله حجمه في التظاهرات القارية. مستقبل غامض للشبان! النقطة الثانية من أهداف البرنامج تخص دفع منتخبات الشبان نحو النتائج الأفضل في المسابقات القارية والدولية والحال أن هذه المنتخبات تستمد قوتها من الأندية التي مازالت أغلبها غير مبالية لعمل الشبان على كل المستويات والواجهات بما في ذلك توقيت الحصص التدريبية والمباريات دون أن تتحرك الجامعة أو تصدر القرارات والإجراءات الناجعة والفاعلة لعماد المستقبل مما يجعل الكثيرين يؤكدون أن الاهتمام مازال مركزا فقط على الأكابر وذلك من حيث المنح والتبجيل والتكريم؟ تصفية الحسابات في البال! قد تكون عملية تصفية الحسابات الضيقة والشخصية مع الحكم الدولي مكرم اللقام خير مثال وترجمة لحقيقة النقطة الثالثة في البرنامج الانتخابي التي تهم ضمان قاعدة أوسع للحكام من حيث «الكيف» والكم أيضا... هذا دون الإشارة إلى تذمرات الأندية من المظالم التحكيمية وحرصها على تجنّب تعيين بعض الحكام للمباريات التي تكون طرفا فيها وأيضا ما تعيشه أندية الرابطة الثانية وأندية الرابطات الأخرى وخاصة الجهوية منها؟ تناقض بين اللجنة الاستشارية والجامعة؟ أما النقطة الرابعة والتي تخص دعم عدد المجازين وعدد الجمعيات فإنّها تبقى حلما صعب التحقيق باعتبار أن الجمعيات الناشطة حاليا تتذمّر من عدد اللاعبين المجازين المتضخم وهو ما أكدته اللجنة الاستشارية نفسها حين اقترحت تقليص عدد لاعبي الأكابر في الرابطتين المحترفتين إلى (26) لاعبا في أقصى الحالات دون التحدث عن الجمعيات الجهوية التي تنطلق في بداية الموسم وسرعان ما تعلن انسحابها نتيجة لغياب الدعم المالي والحوافز من الجامعة... القيل والقال وكثرة السؤال؟ عن النقطة الأخيرة في أهداف البرنامج فحدث ولا حرج في ظلّ الواقع التي تعيشه كرة القدم النسائية وكرة القدم داخل القاعات دون التحدث عن عملية تنشيط كرة القدم الشاطئية وبالتالي كيف يتم الارتقاء وتطوير هذه القطاعات في ظل الغموض السائد في الجامعة التي كثر فيها القيل والقال والبحث عمّا نشرته هذه الصحيفة وما هي خلفيات الصحافي وغير ذلك من الظروف المزاجية الأخرى... برنامج على الورق! أمّا عن البرنامج الذي كما أشرنا سلفا يتضمن (10) نقاط تخص الآفاق الأرحب لمنظومة الاحتراف دون تغيير الفصول ولا عقد الجلسات العامة الخارقة للعادة لذلك... وأيضا العناية بنشاط أندية الهواة التي تعيش الأزمات على كل الواجهات والتحكيم الذي لم يعدل بعد والقوانين التي لم تتدقق ولم تصبح ناجعة في واقعنا اليوم فضلا عن المناخ الذي لم يشهد النقاوة بعدُ على غرار ما حصل في أكثر المباريات لعل أهمها لقاء الإفريقي والنجم. شأنها شأن النقطة السادسة التي تخص الإدارة العصرية التي تواكب العصر على مستوى الورق فقط باعتبار أن الواقع يختلف تماما مع الشعارات وأيضا استقلالية وفعالية الرابطات وحتى اللجان دون نسيان التواصل المفقود مع الإعلام الذي قيل إنه شريك فاعل... ولكن!! أموال.. دون تحقيق الأهداف والآمال؟ وما يحسب للمكتب الجامعي الجديد هو عنصر التمويل الذي تضخم في ستّة أشهر بشكل كبير حيث تجاوز التقديرات بعد إدراك الأموال من لقاء السوبر الفرنسي (باريس سان جارمان وأولمبيك مرسيليا) بملعب رادس ودعم الفيفا وحقوق البث التلفزي وصفقات الاستشهار سواء مع البرومسبور أو اتصالات تونس أو المؤسسات الخاصة... والتي قد تكون تجاوزت كلها (20) مليارا في وقت قياسي... ولكن ومثلما كنا في أكثر من مناسبة طرحنا السؤال لماذا تتوفر الأموال و«تتكدس» دون توظيف البرامج والأهداف والآمال؟ ثم هل تم تفعيل كل هذه المبالغ الضخمة التي نعرف أنها ستتعزّز بأموال أخرى لتكون مخصصة لنيابة كاملة (20102014) أم أنّها ستبقى لآخر النيابة ويتم توظيفها لتمهيد سبل الدعاية لنيابة أخرى؟