800 شهادة طبية مزورة تمنح أصحابها حق التمتع بأدوية مخدرة مدرجة بالصنف «أ».. طبيب مختص في الأمراض النفسية على ذمة التحقيقات.. و3 شبان وفتاتان رهن الإيقاف..، 10 آلاف دينار في شكل ذهب خالص تعود إلى أصحابها في قضايا نشل بالجملة تم التعرف على الجناة فيها في هذه القضية التي تشابكت خيوطها بعد أن كشفت قضايا النشل جرائم في بيع الأقراص المخدرة بوصفات طبية مشبوهة.. هذا هو الملخص العام لقضية الحال التي تعد واحدة من أكبر القضايا التي اهتزت لها مدينة صفاقس في هذه الفترة من العيد وتحولت إلى حديث القاصي والداني نظرا لغرابة أطوارها وسرعة تعاقب أحداثها.. نشل وسهرات ليلية القضية انطلقت بتحريات أعوان الفرقة العدلية بصفاقسالمدينة حول تشكيات بعض الفتيات والنسوة من صفاقس وبعض الدول المجاورة مفادها انهن تعرضن إلى عمليات نشل لحقائبهن ومصوغهن وهواتفهن الجوالة.. القضايا تكاثرت وتعددت، ولئن تشابه أغلبها، فإن إحداها كانت أكثر إثارة وثقلا باعتبار أن المتهمين عمدوا إلى تهشيم نافذة سيارة ورفع حقيبة يدوية تحتوي على مصوغ وحلي قيمته قاربت ال10 آلاف دينار حسب المتضررين.. الفرقة العدلية بصفاقسالمدينة أولت لكل هذه المواضيع والشكاوى عناية خاصة، وفي وقت قياسي للغاية أمكن التعرف على الجناة من خلال الأوصاف التي قدمتها المتضررات والتي سهلت في الواقع مهمة الأعوان وجعلتهم يحصرون التهمة في 3 شبان من ذوي السوابق العدلية .. بعد التأكد من ضلوع المتهمين الثلاثة في هذه المواضيع ، وبإذن من وكالة الجمهورية تمت مداهمة منزل أحدهم ليلا وهوشاب في ال25 من عمره ومن ذوي السوابق العدلية ..المداهمة جعلت أعوان الأمن يقفون وجها لوجه مع 3 شبان وفتاتين كانوا يسهرون جميعا في نفس المسكن الواقع بإحدى ضواحي صفاقس !.. شهائد طبية بالجملة وبتفتيش المحل، عثر الأعوان على بعض المال والمصوغ، كما عثروا على ما يقارب ال800 شهادة طبية تمنح أصحابها حق التمتع بأدوية مخدرة مدرجة بالصنف «أ» واقتنائها من الصيدليات .. العدد الهائل من الشهائد لفت انتباه المحققين الذين رفعوا كل هذه الوثائق الطبية للتحري في شأنها وفي مصدرها، وبتحريات دقيقة اتضح ان مصدرها طبيب واحد تقريبا مختص في الأمراض النفسية. باستدعائه، اعترف الطبيب انه سلم بعضها لمرضى يستحقون الأدوية المدونة فيها فعلا ، وأنكر في المقابل البعض الآخر من هذه الشهائد، لكن النيابة العمومية رأت ضرورة إيقاف الطبيب على ذمة التحقيقات مقابل إخلاء سبيل الصيدلي الذي روج الأدوية المدرجة ضمن صنف «أ» باعتبار أن المتهمين أغلبهم يقطنون بنفس المنطقة التي تنتصب فيها الصيدلية وهي أقرب فضاء لمحلاتهم لاقتنائها. الأبحاث كشفت كذلك أن المتهمين عادة ما يعمدون إلى بعض «الأبرياء» من الشبان ويوهمونهم انهم «سيتوسطون» لهم للحصول على مهنة أووظيفة ويطلبون منهم تسليمهم بطاقات هوياتهم لتقديمها في شكل مطالب للجهات المعنية، لكنهم في الواقع يستعملونها للحصول على شهائد طبية يصف فيها الطبيب الأقراص المخدرة ليتم لاحقا التفريط فيها بالبيع لبعض الشبان من مستهلكي الأقراص المخدرة .. آخر المعلومات التي حصلت عليها «الشروق» تؤكد أن الطبيب على ذمة التحقيقات وكذلك شأن الشبان والفتاتين ، خلافا للصيدلي الذي أسعفته طريقته المنظمة في العمل والتزامه بالوصفات الطبية.. قضية الحال من المنتظر أن تكشف تفاصيل أخرى أكثر غرابة وإثارة وهوما سنعود إليه لاحقا ان اقتضى الأمر وكشفت التحقيقات تفاصيل أخرى تستحق النشر ..