فيما مضى عندما كان فارس التنشيط نجيب الخطاب حيّا كثيرا ما اجتهد وجدّد منوعاته ونوّع في أفكاره من «لو سمحتم» إلى «الدنيا تغنّي» و«السهرية»... إلخ... وتراه يخلق ويبدع... وحتى إذا أحس بفراغ الذهن من الأفكار... اتخذ لنفسه وقفة تأمل وابتعد عن الأضواء ليعود مجددا بعطاء تلفزي أفضل وبنفس جديد... واليوم نجد المنشط حاتم بن عمارة وقد أضحى بمفرده المنشط الفاعل في قناة تونس21 بعد ما كان يحاول في السابق منافسة الراحل نجيب الخطاب الذي كثيرا ما دفعه إلى تجديد أفكار منوعاته التلفزية ولكنه الآن وبعد سنوات من إبعاده عن الظهور التلفزي وعودته إلى التلفزة من بوابة قناة تونس21... أصبح حاتم ينتج ويقدم البرنامج اليومي «وقيت حلو» ومنوعة «ق نات» التي يعدها بالاشتراك مع معز الطوابني إضافة إلى التنشيط الإذاعي... وإزاء كثافة هذه الإنتاجات التي يقوم بها بن عمارة... تراجع المردود وتفوّق الكم على حساب الكيف... حتى أنه عجز عن العثور على ضيوف جدد من الفنانين والفنانات فأضحى يكرّر نفس الاستضافات... وكثيرا ما استضاف البعض من الأسماء الفنية التي سبق لقنوات أخرى أن استضافتها قبل فترة ليست ببعيدة مثل الثنائي عادل يونس وكوثر الباردي الذي سبق أن استضافته منوعة «ناس نسمة» فكرر تقديم نفس الأغاني... كما سبق هذا المنشط أن أعاد استضافة فنانين وفنانات استضافتهم منوعة «موزيكا وفرجة» أو «العشوية» بقناة7 مثل منيرة حمدي وألفة بن رمضان وعماد عزيز... وآخر ما قام به حاتم بن عمارة أنه أعاد استضافة الملحن الليبي خليفة الزليطني ومطربته الجديدة إيمان محمد وذلك بعد أسابيع من استضافتهما الأولى في «ق.نات» فهل عجز حاتم بن عمارة عن الإتيان بالجديد؟ وهل كان لا بد من عودة نجيب الخطاب حيا لتعود روح الاجتهاد والخلق لحاتم وبالتالي يسعى لتغيير أفكار منوعاته للابتعاد عن الرتابة والتكرار و«طاحونة الشيء المعتاد»؟! ولمَ لا يأتي بمنوعة جديدة بعد وقفة تأمل لمراجعة ما قدمه ما دام لم يعد قادرا على استضافة نجوم جدد من أهل الفن خاصة في منوعة «ق.نات»؟ حاتم بن عمارة مطالب بالاجتهاد وشحن أفكاره لتجديد طاقته في إنتاج المنوعات؟