قضية الشعب الفلسطيني هي قضية تونس وقضية الشعب التونسي. ولقد اختزل الرئيس بن علي هذا المبدأ الثابت والقناعة الراسخة حين أكد بأن قضية الشعب الفلسطيني هي قضيته الشخصية معبّرا بذلك عن معاني وأحاسيس تسكن وجدان كل تونسي وكل تونسية.. ولقد مرّت بالشعب الفلسطيني وبقضيته العادلة محطّات عدة لمس فيها هذا النبض التونسي الخالص وهذا الوقوف الدائم واللامشروط معه وحتى استرداد حقوقه الوطنية المشروعة كاملة غير منقوصة وفي طليعتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ولعل ما زاد في تعميق هذا التلاحم الرائع بين تونسوفلسطين هو خلو المدّ التضامني التونسي مع شقيقه الشعب الفلسطيني من أية حسابات انتهازية ومن أي توظيف لمعاناة هذا الشعب ومن أية متاجرة بقضيته العادلة. ولقد كانت فترة تواجد القيادة الفلسطينية على هذه الأرض الطيبة خير اختبار للنوايا والعزائم.. وشكلت تلك المحطة فرصة خبر فيها الشعب الفلسطيني مدى دفء الاحضان التونسية مدى نقاوة دفق المشاعر والمواقف التونسية من القضية الفلسطينية العادلة. وهو اختبار تضرب جذوره في عمق التاريخ ولم تزد الايام والمحن الا في تعميقه ليصبح الموقف التونسي من قضية فلسطين مرجعا في الثبات وفي النقاوة من أية حسابات أو مصالح. وهو ما يجعل صوت العقل والحكمة والاعتدال الذي باتت تشكله تونس ملاذا للقيادة الفلسطينية في الأوقات الصعبة... وما تجتازه قضية الشعب الفلسطيني بسبب تعنّت السياسات الاسرائيلية وتماديها في نهج غطرسة القوة والاستهتار بقرارات الشرعية الدولية هو فترة صعبة بكل المقاييس وهو ما يجعل زيارة الرئيس الفلسطيني الى بلادنا في هذا الظرف بالذات واستماعه الى وجهات النظر التونسية الرصينة والعميقة تندرج في إطار الاستئناس بالرؤى والمواقف التونسية عساها تساعد في بلورة مواقف أو حلحلة وضعية تردّى فيها مسار السلام نتيجة الصلف الصهيوني.. وهذه ثقة يعتزّ بها التونسيون كافة ويثمنونها عاليا ويحرصون على أن تكون منارة يهتدي بها الأشقاء العرب في دعمهم لقضية الشعب الفلسطيني العادلة حتى استرداد كافة حقوقه الوطنية المشروعة.