تواصلت أمس في عديد المدن التونسية المسيرات الاحتجاجية السلمية الرافضة لتشكيلة حكومة الوحدة الوطنية والمطالبة بعدم تشريك رموز التجمع الدستوري الديمقراطي فيها. وشملت هذه المسيرات التي أطرها بالخصوص نشطاء الهياكل الجهوية للمنظمة الشغيلة عديد المدن بولايات تونس والمنستير وصفاقس والمهدية والكاف وبنزرت وقبلي ومدنين وجندوبة وقفصة وسيدي بوزيد وسوسة وقابس. وجرت في ظروف سلمية أمنها الجيش الوطني بمشاركة هامة للشباب والنقابيين والمحامين والحقوقيين والمثقفين وممثلي مكونات المجتمع المدني ومختلف الحساسيات السياسية. ونادى المتظاهرون بإعادة النظر في تشكيلة الحكومة وبابعاد رموز النظام القديم استجابة للمطالب الشرعية لمختلف الحساسيات السياسية داعين الى تشكيل حكومة انقاذ وطني حقيقية تقطع مع بقايا النظام السابق. كما أكدوا تمسكهم بالمطالب الشرعية للشعب ومنها الدفاع عن الحريات العامة واحترام حقوق الانسان واعتماد الديمقراطية كخيار اساسي لكل عمل سياسي. كما دعا المشاركون في المسيرات الى مواصلة التعبئة والتظاهر حتى تحقيق مطالبهم السياسية رافعين الاعلام الوطنية واللافتات المتضمنة لشعارات تؤكد وفاءهم لدماء الشهداء الذين سقطوا بالرصاص في الفترة الأخيرة ورفضهم المطلق لكل محاولات الالتفاف على تضحياتهم. وشهد شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة أمس تنظيم مسيرة سلمية شاركت فيها جموع من المتظاهرين من كافة الحساسيات الفكرية والسياسية ومن نشطاء المجتمع المدني والمواطنين. وعلى غرار المسيرات التي شهدتها مختلف المدن التونسية يوم أمس، فقد عبر المتظاهرون عن احتجاجهم ورفضهم لتركيبة حكومة الوحدة الوطنية معتبرين أنها لا تمثل كل أطياف المشهد السياسي التونسي ويهيمن عليها التجمع الدستوري الديمقراطي الذي يحملونه مسؤولية المشاركة في المرحلة السابقة. كما رفع المتظاهرون شعارات تدعو الى المطالبة برفع التضييقات عن الاعلام واقرار اصلاحات حقيقية وعملية حتى لا يقع الالتفاف على ثورة الشعب التي دفع ضريبتها من دماء الشهداء معتبرين أن ذلك لا يتم الا عبر القطع نهائيا مع المرحلة السابقة ومع رموزها. وقد واكبت قوات الأمن والجيش الوطني هذه المسيرة التي جرت بصورة سلمية وهادئة بمشاركة هامة لفئة الشباب خاصة.