كثيرون هم الذين صنعوا التتويجات وساهموا في رفع الراية الوطنية عاليا في مختلف التظاهرات الدولية المهمة الكبرى دون أن يجنوا ثمار نجاحاتهم لمجرد رفضهم الانصهار في منظومة عصابات الفساد والاستبداد قبل أن يتعرضوا الى مظالم متعددة في حياتهم المهنية وحتى الشخصية... وعامر الدريدي بطل المصارعة الذي تم اختياره نجم سنة 1978 وهو الذي أحرز على سبع بطولات افريقية وثمان عربية فضلا عن الالقاب المتعددة الأخرى التي تحصل عليها في الدورات الاقليمية والقارية والدولية، هو واحد من هؤلاء حيث أكد ل «الشروق» أنه وبعد اعتزاله درّب الترجي الرياضي (مصارعة) وكان قد أحرز على (8) ثنائيات (دوبلي) غير أنه ومنذ الموسم الذي تحمل فيه سليم شيبوب مسؤولية رئاسة الجمعية تم طرده تعسفيا دون الحصول حتى على جراياته مضيفا بأن سبب هذا التعسف هو استغلال شيبوب للنفوذ بصفته صهر الرئيس المخلوع خاصة أن عامر الدريدي كان قد رفض أن يكون «صبابا» له فضلا عن أنه يعرفه جيدا منذ كان يمتطي الحافلة الصفراء عدد (28) قبل شرائه لسيارة مستعملة من نوع «فيزا» وبالتالي فإنه (أي شيبوب) كان يريد أن يلغي ماضيه ويتمنى لو تبلع الارض كل الذين كانوا يعرفونه خاصة أنه ومنذ صعود صهره الرئيس المخلوع أصبح «ديكتاتورا» يأمر وينهي ويريد أن يجعل كل الذين يتعاملون معه «زبانية» له. من ليس معه فهو عدوّه؟! من جهة أخرى فإن عامر الدريدي أصرّ على التأكيد أن شيبوب الهارب الذي خلق «ميليشيات» في المشهد الرياضي وغيره كان يؤكد أن الذي ليس معه هو عدوّه... ولذلك فإنه كان ولمجرّد رفضه الانصياع الى أوامره وخياراته الرخيصة ومطالباته بتوفير «الوشاية» له أوقفه عن العمل في عديد المناسبات وهمّشه في حياته المهنية بتعلة أنه صهر الرئيس لا يحبّه. حرص على «تدميري» مهنيا وماديا وأشار البطل عامر الدريدي الى شيبوب واعتبره «ديكتاتورا» أكثر من صهره المخلوع وكان له نفوذه الكبير في وزارة الداخلية التي يعمل فيها (أي عامر الدريدي) ولذلك فإنه عاش محروما من الترقيات المهنية قبل احالته على المجلس الاعلى للشرف فضلا عن مثوله أمام التحقيق في فرقة الارشاد بالعمران بإيعاز من زبانيته بتهمة شتمه في المقاهي... وبالتالي فإنه وحسب ما أبرزه البطل الدريدي حرص على محاولة تدميره على كل المستويات مما دفع أحد «زبانيته» عند التساؤل عن عامر الدريدي بالقول أنه تم «ردمه في حي التضامن»... قبل أن يتنهّد هنا عامر الدريدي ويقول: «أحمد ا& وأنا فخور بأني من أبناء حيّ التضامن الذي ساهم أبناؤه وبشكل كبير في صنع الثورة الخالدة التي أطاحت بالدكتاتور الجبان وبأصهاره وبكل عصابة الفساد والاستبداد. هذا الرجل تحدّى شيبوب ومن جهة ثالثة قال عامر الدريدي: «لأنني أعرف مستواه التعليمي الذي لا يتجاوز السادسة ثانوي وأعرف كل الحقائق الاخرى المثيرة وغيرها عنه فإنه أراد أن يعبث بي مستغلا كل نفوذه فاقصائي من المشهد الرياضي وألحق بي الأضرار المتعددة مهنيا وشخصيا وحاول أن يلصق بي كل أنواع التهم غير أنني والحمد & كنت نظيفا وعشت وسأظل كذلك فسقطت تهمه في الماء ولكنها تركت أثارها المعنوية وحتى المادية التي أثرت على عائلتي خاصة وربما الوحيد الذي لم ينصهر لمنظومته وانتدبني كمدرب أنذاك الجنرال عبد العزيز الوسلاتي الذي تحداه وطلب مني الاشراف على حظوظ نادي تونس الجوية الذي كوّنت فيه مصارعين ومصارعات كان لهم شأنهم أنذاك حيث فازت مثلا فضيلة اللواتي وسميرة الروافي بالميدالية الذهبية في الألعاب المتوسطية 2001 كما فاز عمر باش حامبة بالفضية وريم قرام بالبرنزية. على الباغي تدور الدوائر وختم عامر الدريدي بالقول «أحمد ا& أنه على الباغي تدور الدوائر ولذلك فقد رحل شيبوب وبقي عامر الدريدي في وطنه حرّا طليقا...». مشيرا الى أنه وخلال كل تلك الفترة التي تجاوزت عشرين سنة كاملة كان لا يوجد أي صدى لصوته وكان البعض يخشون حتى التقرب منه خوفا من بطش شيبوب الذي خلق «الصبابة» في كل نهج وفي كل مقهى وكل فضاء غير أنه لا ينكر أن طارق ذياب ونبيل معلول كانا وباستمرار يسألان عن حاله ويتوقفان له كلما التقاهما قبل أن يشير الى أنه «شي ما يدوم... وسعدك يا فاعل الخير».