لم تخل احتجاجات المصريين المعتصمين في ميدان التحرير منذ 14 يوما من الفكاهة والسير الطبيعي للحياة، حيث عقد شاب وفتاة قرانهما في ميدان التحرير وسط تصفيق وتهليل آلاف المحتجين، كما كان لافتا «أغنية الثورة» التي كانت إهداء للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي ومطلعها «بن علي خذ صاحبك عني..». واجمالا تبدو الحياة طبيعية في ميدان التحرير باستثناء حالة التعب التي يبددها المعتصمون بالنكات والفكاهة. ارحل... وفي الوقت الذي يقوم فيه معتصمون بالتمارين الصباحية على إيقاع: «أسقط ... ارحل... ارحل... أسقط..» رفعت لافتات كتبت عليها عبارات طريفة تختزل واقع الحال في ميدان التحرير، حيث ظهر شاب تبدو عليه مظاهر الارهاق من المبيت منذ عدة ايام في الميدان، وهو يحمل لافتة تقول «ارحل بقى عشان استحمى» وكان آخر شعره طويل يحمل لافتة تقول: «ارحل بقى عشان احلق»، وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة لرجل يحمل طفلا على كتفه ويحمل لافتة كتب عليها «ارحل كتفي وجعني». ولا يزال الشعب المصري يتداول النكات حول الرئيس مبارك وكان آخرها: «عُلم من مصادر مطلعة ان مبارك اتصل باسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية وأكد له بأنه سيفتح الانفاق مجددا وسيكون اول القادمين الى غزة»، وفي الاسكندرية تنتشر نكتة تقول «فاضلك 6 شهور خذ اجرتهم يلا وغور»، «اتصل مبارك، ببرنامج ما يطلبه المستمعون» باحدى الاذاعات وأهدى الى شعبه أغنية «أخاصمك آه... أسيبك لا» البرنامج ذاته تلقى اتصالا من الشعب المصري الذي طلب أغنية أهداها للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، كلماتها «بن علي... خد صاحبك عني، بن علي... صاحبك جنني». مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى فاجأ الجماهير بتقديم استقالته على الهواء مباشرة من الحزب الوطني، عبر تصريحات أدلى بها لاحدى الفضائيات ودعا الفقي الرئيس مبارك الى تقديم استقالته من رئاسة الحزب الوطني. هالة فهمي المذيعة بالتلفزيون المصري علقت على صدرها لافتة أكدت فيها ان وزير الاعلام أنس الفقي تعاقد مع بلطجية من أجل الاعتداء على المتظاهرين المعارضين للرئيس وأجبر الموظفين في التلفزيون على ان يهتفوا ببقاء مبارك. ومن اللافتات التي جلبت اليها الأنظار وعدسات المصوّرين، لافتة كان يحملها شاب مصري وهي صورة لمبارك في زي لاعب كرة قدم، وإلى جانبه حكم المباراة وهو يرفع في وجهه الورقة الحمراء إيذانا له بالرحيل. تجارة الباعة المتجوّلون كان لهم نصيب من أحداث ميدان التحرير، فإلى جانب تضامنهم مع المحتجين، جالوا بعرباتهم لبيع السجائر وبعض الأطعمة والجرائد والمياه المعدنية. كما قام أحدهم ببيع الأعلام المصرية التي تلقى رواجا كبيرا كلما ازدحم ميدان التحرير بالمتظاهرين.