لم يسلم من «جحيم»البطالة في العهد السابق أصحاب الاحتياجات الخصوصية الذي كان من المفروض أن تكون لهم الأولوية في موارد الرزق نظرا لحاجتهم المتأكدة على غرار المعاقين والمنتمين الى عائلات معوزة. ومن بين هؤلاء نذكر المكفوفين من أصحاب الشهائد العليا الذين تمكنوا رغم ظروفهم الصحية الصعبة من مزاولة التعليم العالي ( في مؤسسات مختصة) ونجحوا بإمتياز لكن مصيرهم كان البطالة رغم ما كان يتسلط على آذاننا في السنوات الفارطة من تمجيد وتهليل لسياسة تشغيل المعاقين والجمعيات (الوهمية) المتكلفة بهم على غرار جمعية بسمة. وفي اتصال ب «الشروق» قال مجموعة من هؤلاء إن عددهم ما انفك يرتفع من سنة الى أخرى فاليوم حوالي 50 عاطلا من اختصاصات تعليمية مختلفة (تاريخ...تفكير اسلامي... موسيقى) كما يوجد من بينهم من مرت على بطالته 10 سنوات وآخرون 4 سنوات وغيرهم 3 سنوات. وفضلا عن ذلك فإن الوضعية الاجتماعية لأغلبهم صعبة للغاية بحكم انتمائهم الى عائلات معوزة... وقد سبق لهؤلاء أن تقدموا على امتداد السنوات الماضية بمطالب تشغيل للسلط المختصة لكن دون أن يلقوا آذانا صاغية... واستشهدوا مثلا بإختبار أجروه في نوفمبر الماضي صلب وزارة التربية لانتداب 8 منهم لكنهم ينتظرون الى الآن نتيجة هذا الاختبار ويخافون من إمكانية إلغائه. حلول يقترح المكفوفون جملة من الحلول التي يرون أنها كفيلة بتشغيلهم جميعا... ومن هذه الحلول مثلا إخلاء المعاهد والمدارس العمومية المختصة في تدريس المكفوفين من الأساتذة والمعلمين المبصرين حتى يفسح المجال للأساتذة المكفوفين الذين يعانون من البطالة خاصة أنهم الأدرى بتدريس طريقة «براي» (المعتمدة في تدريس المكفوفين) كما يقترحون أيضا إعفاءهم من طريقة الاختبارات عند انتدابهم لأن حالتهم خصوصية ومن غير المعقول معاملتهم كالمبصرين ومن المفروض أي يكون انتدابهم مباشرة دون أي اختبار... وعلى صعيد آخر فإنهم يقترحون عدم ربط تشغيلهم فقط بوزارة التربية (التدريس) بل يرون أنهم قادرون على الاشتغال في مؤسسات ومصالح أخرى عمومية وهذا من شأنه أن يساهم في الحدّ من بطالتهم.