شهيد أم العرائس هو حسن بن عبد الرزاق العرفاوي البالغ من العمر (20) سنة، لم يجد قبل استشهاده من حل للبطالة المقيتة التي عاشها إلا التحول الى مدينة توزر بحثا عن مورد الرزق ولمساعدة والده المسكين العامل في الحضيرة والذي لا يتقاضى في آخر الشهر أكثر من (120) دينارا على الرغم من أن عائلته تتركب من سبعة أفراد منها ابنته فتحية المتحصلة على شهادة عليا في اختصاص صيانة الآليات الثقيلة ومع ذلك مازالت معطلة عن العمل رغم اتصالها بمختلف الدوائر والمسؤولين ولكن دون جدوى مقابل دراسة الابنة الثانية هاجر وانتظار تخرجها في آخر هذه السنة فضلا عن ابنه شمس الدين البالغ من العمر (10) سنوات والمتعدد الاعاقات. هذه العائلة المسكينة التي تعيش الأوضاع المزرية والعسيرة جدا لم تجد الآذان الصاغية مما جعلها تفترش الارض على أن يكون غطاؤها السماء مقابل انتظار من يشفق عليها من حين الى آخر خاصة أن الجراية الوحيدة التي يجمعها الوالد عبد الرزاق والتي لا تتجاوز (120) دينارا يمكن توزيعها بمعدل (17.142د) للفرد الواحد من العائلة شهريا كلها أسباب دفعت الشهيد حسن العرفاوي للتحول الى توزر بحثا عن قوته وقوت عائلته ومحاولة منه لمساعدة شقيقه المعوق وشقيقته الطالبة غير أنه وبعد اندلاع الثورة العارمة ناله شرف الاستشهاد بعد اصابته بالرصاص الحيّ الذي خرّب جسده خاصة أنه كان مصرّا على البقاء في مدينة توزر مقابل رفضه الرجوع الى أم العرائس الا ببعض الدنانير التي تخفف وطأة العسر الذي تعيشه عائلته ليكون شهيدا في الثورة وشهيدا للخبز والكرامة والدفاع عن أسرته المسكينة وشرفها وهو ما جعل كل أبناء أم العرائس يبكونه بغزارة ويردّدون أناشيد الثورة والعزة والكرامة.