بدأ التصدع في بنية النظام الليبي وأجهزته الأمنية والديبلوماسية يتفاقم مع دخول الاحتجاجات المناهضة للقذافي يومها التاسع، وبدأت الانشقاقات تدخل الى الدائرة الضيقة التي بقيت محيطة بالعقيد الليبي، ولعل أكبرها كان اعلان نجله الاصغر انضمامه الى الثوار المسيطرين على شرق البلاد وبراءته من أعمال أبيه الاجرامية. وكشف موقع «العالم» الاخباري أمس أن سيف العرب القذافي الذي كان والده أرسله الى مدينة بنغازي على رأس قوة عسكرية مجهزة لقمع الثوار هناك لكنه انقلب على ابيه وانضم الى من ارسل لقتالهم. القذافي مصيره الانتحار وأكد سيف العرب في حديث حول الخيارات المتبقية أمام الزعيم الليبي أن على والده إما أن ينتحر أو أن يهرب الى امريكا اللاتينية. ومن جانبه أعلن الممثل الشخصي للقذافي في القاهرة أحمد قذاف الدم أمس انشقاقه عن النظام وطلبه اللجوء السياسي في مصر. وقدم قذاف الدم استقالته احتجاجا على ما قال إنه «سفك للدماء» وتعامل عنيف مع الشعب الليبي. وأشار مصدر في مكتب المستشار الشخصي للقذافي انه اتخذ قراره بعد مشاورات ومتابعة لما يجري على الأرض وأضاف أنه دعا الى «جعل ليبيا فوق الجميع والتوقف عن سفك الدماء». ومضى المصدر قائلا ان قذاف الدم وهو ابن عم العقيد الليبي يستعد لتسيير قوافل اغاثة الى بلاده مؤكدا على أنه سيعدّ بنفسه بيانا في وقت لاحق في هذا الصدد. تصدّع أجهزة الأمن وعلى صعيد متصل أعلن النائب العام الليبي عبد الرحمان العبار أمس استقالته من منصبه احتجاجا على المجازر المرتكبة بحق الشعب الليبي. وأكّد العبار في تصريح تلفزي تمسكه بالحق والعدل واخلاصه للوطن والشعب مشيرا الى أن ما يحدث في ليبيا من مجازر وإراقة للدماء لم يشهد الشعب الليبي والتاريخ مثيلا لها. وفي تطور آخر أصدر ضباط وجنود قاعدة «بنينة» الجوية الواقعة بضاحية بنغازي بيانا يؤيدون فيه الثورة ووقوفهم ضد النظام. وتلا آمر السرب العمودي بالقاعدة الجوية العميد طيار حسن عوض أورفلي بيانا عبر فيه عن انضمامه الى ثورة 17 فيفري واستعداده للموت من أجل ليبيا. ومن جانبه أعلن مدير أمن شعبية بنغازي العميد علي محمود هويدي استقالته من منصبه واستعداده للانضمام الى شباب الثورة، قائلا ان ما رآه من استعمال مفرط للقوة وفتك بالأرواح هو السبب وراء قراره. كما أعلن مدير الادارة العامة للبحث الجنائي ببنغازي العميد صالح مارق عبد الرحيم البرعجي استقالته من منصبه تضامنا مع مدينته احتجاجا على استخدام السلطات الليبية مرتزقة أجانب في ملاحقة المتظاهرين.