تُجمع كافة المصادر الاعلامية والسياسية أن مدينة طرابلس ستكون ساحة لمعركة حاسمة بين النظام الليبي والثوار خلال الساعات القادمة خاصة بعد نجاح المنتفضين الليبيين في تضييق الخناق على العاصمة طرابلس وتمكنهم من المحافظة على سيطرتهم الكاملة على مدينتي «الزاوية» و«مصراتة» القريبتين من طرابلس وسط أنباء عن عزم العقيد معمر القذافي شنّ هجوم مضادّ على بنغازي وشرق البلاد. ونقلت جهات إعلامية متطابقة عن شهود عيان قولهم: إن القوات الأمنية الموالية للقذافي شنت هجومين خلال الليلة قبل الماضية على المحتجين في مدينة الزاوية (50 كيلومترا غرب طرابلس) وفتحوا النار عليهم مما أدى الى مقتل 16 شخصا وإصابة 45 آخرين. بيد أن صحيفة «قورينا» الليبية أكدت استنادا الى مصادر طبية أن القتلى في الزاوية 23 والجرحى 44 وأن المصابين لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات نظرا لاطلاق النار الكثيف من قبل الكتائب الأمنية. وأضافت أنه على الرغم من هذه الحصيلة الثقيلة في الضحايا فإن الثوّار صدوا «قوات القذافي». «كرّ وفر» وأشارت الى أن الكتائب الموالية للقذافي شنت حملات «كرّ وفر» داخل مدينة الزاوية وأن الكتائب تمركزت على بعد 7 كيلومترات من المدينة. وعلى غرار «الزاوية» فإن «مصراتة» الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرق العاصمة نجحت في التصدي لهجمات القوات الحكومية. ونقلت وكالة «رويترز» عن شهود عيان تأكيدهم أن الهجوم على «مصراتة» قام به اللواء رقم 32 الذي يقوده خميس نجل القذافي والذي يعد من أقوى ثلاث وحدات لحماية النظام. وذكرت «قورينا» أن المتظاهرين صدّوا «اللواء 32» وأجبروه على الهرب وشكلوا لجنة من الشباب للمحافظة على المطار من المرتزقة والكتائب الأمنية فيما دعا رائد في سلاح الجو الليبي الطيارين الليبيين الى النزول في مطار «مصراتة» بعد سيطرة الثوار عليه. وفي ذات السياق، كشف شهود عيان عن قيام أعضاء في حركة «اللجان الثورية» بتنفيذ عمليات إعدام تعسفية بحقّ المصابين من الثوار الليبيين في مستشفيات العاصمة طرابلس. وذكرت مصادر إعلامية أن اللجان دخلوا الى كافة مستشفيات طرابلس وقتلوا الجرحى من الثوار ونقلوا جثث القتلى الى أماكن لاخفائها أو حرقها قبل مقدم الصحافيين الأجانب. وأوضحت أن الأطباء الذين عارضوا هذه الأعمال تعرضوا الى التهديد. أم المعارك من جهة أخرى، تستعد مدينة طرابلس إلى «أم المعارك» بين الثوار وقوات القذافي خاصة بعد أن باتت خطّ الدفاع الأخير لنظام العقيد. وأفادت إذاعة «بي.بي.سي» أنّ نظام القذافي أنشأ جدارا حديديا من الدبابات للحيلولة دون دخول الثوار إلى طرابلس. وأوضحت أنّ فرقا متحركة من المرتزقة يسيرون في طرق طرابلس لمنع تشكل أية مجموعة احتجاجية مشيرة الى أن الأوامر صدرت لهم باطلاق النار عليهم. وأكدت أن النظام سيسقط فعليا حين تنتقل وحدات الحرس المرابطة في ضواحي طرابلس الى معسكر المعارضة. وأوردت صحيفة «الأندبندنت» البريطانية أنّ المرتزقة يحشدون صفوفهم في طرابلس استعدادا لمعركة «حياة أو موت» ضد المتظاهرين. بدوره أكد عضو «الجبهة الوطنية لانقاذ ليبيا» محسن محمد الغرياني أنّ الثوار في ليبيا سيزحفون على العاصمة طرابلس للقضاء على القذافي خلال الساعات القليلة القادمة. وقال الغرياني: «نحن زاحفون على القذافي بإذن اللّه بعد أن استطاع الشعب الليبي في مدينة «الزاوية» التغلب على الكتائب التي بعثها القذافي لضرب هذه المدينة والاستيلاء عليها.. وأضاف أن الثوار استولوا على «مدينة الكفرة» التي فيها أكثر مخازن الأسلحة والذخيرة. وأشار الى أن هناك أنباء عن قيام القذافي باعدام 100 شخص من أفراد الجيش الليبي رفضوا الخروج معه ضدّ الشعب الليبي. من جانبها أوردت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن أهالي بنغازي تخوفهم من شنّ القذافي هجوما مضادا على المدينة وكافة مدن الشرق قصد استعادة السيطرة عليها خاصة وأنه فقد كافة الحلول السلمية والتصالحية مع شعب ليبيا. وفي هذا السياق، ذكرت «قناة العربية» نقلا عن شهود عيان أنّ العشرات لقوا مصرعهم في مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن وسط طرابلس وضواحيها، مضيفة أن قوات الأمن أطلقت النار بصفة عشوائية على المعتصمين. وأكدوا أن قرابة 50 ألف متظاهر تقاطروا مساء أمس على طرابلس لإسقاط القذافي. من جانبه أكد نائب مندوب ليبيا في الاممالمتحدة سقوط آلاف القتلى في الاحتجاجات. كما اعتبرت السفارة الليبية في طهران أن تنحي القذافي سيكون شهامة وشجاعة.