أكدت تقارير صحفية أن العقيد الليبي معمر القذافي لم يستطع على مدى أكثر من أربعة عقود من حكمه أن يبني مؤسسة عسكرية قوية قادرة على حماية وحدة البلاد وسلامة أراضيها. وذكرت صحيفة (الوطن) السعودية في عددها الصادر أمس أن «القذافي تعمد ذلك لمنع قيام مركز قوة قد ينقلب عليه في يوم من الأيام، وقد يكون نتيجة لرؤية قاصرة تعود العالم على توقعها من شخصية مثل القذافي». وتابعت الصحيفة: «لكنه (القذافي) في النهاية حرم البلاد من مؤسسة تحافظ على وحدة البلاد في أوقات الأزمات، تماما كما حدث في تونس ومصر مؤخرا، فالوطن يبقى دائما هو الأبقى، وسيكتب التاريخ للجيشين التونسي والمصري مواقفهما المشرفة من الثورات الشعبية التي اندلعت في كل من البلدين، وأخذهما بزمام الأمور في الوقت المناسب حفاظا على أمن الوطن وسلامة المواطنين». وأضافت أن مشكلة ليبيا هي أن التركيبة العسكرية فيها غامضة ومفككة، وفيها عناصر لا تكاد توجد في باقي جيوش العالم، فهناك الكتائب الأمنية التي يقودها أبناء القذافي، والميليشيات الشعبية، وقوات الأمن، بالإضافة إلى وحدات الجيش المختلفة التي تفتقر إلى عقيدة قتالية واضحة ومحددة. وحسب الصحيفة: «فإن أسوأ ما في الأمر هو وجود مرتزقة بعشرات الآلاف ضمن تركيبة المؤسسة العسكرية الليبية، إذا صح أن يطلق عليها اسم مؤسسة، هؤلاء المرتزقة، بالتعاون مع بعض أنصار النظام المقربين والمستفيدين، هم الذين يرتكبون عمليات القتل اليومية ضد أبناء الشعب الليبي». وقالت الصحيفة: «إن وجود هؤلاء المرتزقة «يثبت بما لا يترك مجالا للشك أن القذافي لم يكن يثق بأبناء شعبه وولائهم له، ولذلك عمل على تأسيس ورعاية كتائب المرتزقة ليعتمد عليها إذا تعرض لأي محاولة للإطاحة بنظامه كما يحدث الآن». وأوضحت الصحيفة أن «المرتزقة لا يدينون بالولاء إلا لمن يدفع المال، وهو ما يتوفر لدى القذافي الذي حرم أبناء شعبه من خيرات بلادهم ليعطي جزءا منها لجلادين لا يتورعون عن قتلهم، ويحتفظ بمعظم الجزء الباقي لنفسه ولأبنائه ينفقونها على توافه الأمور في معظم الأحيان».