يواصل قرابة 40 عاملا من متساكني حي حشاد والمصيدة تجمعهم أمام مدخل شركة اسمنت بنزرت مطالبين بحقّهم في الادماج في المؤسسة وهم الذين كانوا يعملون في اطار شركات مناولة طيلة سنوات عديدة ووجدوا أنفسهم بعد ثورة 14 جانفي خارج المشهد. اعتصام العمّال كان حضاريا ومؤطرا لم يعطل سير عمل الشركة لأنهم يؤمنون كما قالوا لنا ان المرحلة التي تمرّ بها البلاد تتطلب زيادة الانتاج ومضاعفة المجهود. المحتجون قالوا إن الشركة التي كانت تشغل في وقت ما 1200 عامل أصبحت توفر فقط حوالي 300 موطن شغل مباشر والبقية تم توزيعها على شركات مناولة وهم يطالبون بفتح الملف خاصة أنهم يتهمون مسؤولين جهويين وجوها معروفة ببعث شركات مناولة والاتجار بعرق «الخدام» ويرون ان اعادة ادماج العمال بصفة مباشرة هو الحل. تلوّث بيئي المعلوم أن شركة اسمنت بنزرت شكّلت في بعض الاحيان تهديدا بيئيا للجهة بسبب ما تنفثه من غبار ومواد كيميائية في الأجواء ولعل أكبر الجهات المتضررة هي منطقة حي حشاد والمصيدة وسكمة والعمال الذين تجمعوا أمام المؤسسة دعوا الى ادماجهم في المؤسسة كتعويض على ما استنشقوه طوال سنوات من غبار. «الشروق» اتصلت بمصدر مأذون داخل الشركة فأفادنا ان الادارة قامت في المدّة الاخيرة بانتداب 20 شابا من حاملي الشهادات العليا والنيّة متجهة نحو انتداب 150 عاملا. غير أن العمال المتجمعين امام المصنع مازالوا يشككون في الأرقام وفي طرق الانتداب التي يقول إنها تخضع لمفهوم الاكتاف. والمؤكد في الأخير أنهم جزء من هذا الوطن ومن حقهم الشغل حتى وإن كانوا لا يحملون شهائد عليا خاصة أن من بينهم من أصيب خلال الثورة حسب ما عاينّاه بأنفسنا ومازال بطّالا.