لقد عاشت بلادنا منذ 17 ديسمبر 2010 على وقع انتفاضة شعبية مجيدة كان شرارتها الأولى الشهيد محمد البوعزيزي الذي احترق جسده لتحترق من بعده كل النفوس الميتة وليؤجج غضب كل الضمائر الحية الرافضة للواقع المتردي الذي يعيشه شعبنا أكثر من خمسين سنة وانتفضت البلاد من شمالها الى جنوبها وشاركت كل الفئات العمرية وساهمت في تعبيد طريق الحرية والكرامة الوطنية الا أن العمود الفقري لهذه الاحتجاجات كانت قوة الشباب الذي عانى من البطالة والعطالة والحيف الاجتماعي وكان الشباب العاطل عن العمل قلبها النابض ومحركها الأساسي وابتدأ انتفاضته بشعار يلخص مطالبه الاجتماعية والسياسية «التشغيل استحقاق يا عصابة السراق» لقد عانى شبابنا طيلة السنوات الفارطة من الاقصاء والتهميش وحرمانه من حقه الطبيعي في العمل الذي به وحده تكتمل انسانية الانسان فلا حرية دون كرامة ولا كرامة دون شغل، حيث انتهجت الدولة سياسات لا شعبية ولا وطنية كانت حصيلتها ابعاد الشباب عن دائرة الانتاج فطالت البطالة حتى أصحاب الشهائد العليا وتنامت بالتالي ظواهر لا قانونية وأساليب لا مشروعة كوسائل معتمدة للتشغيل والانتداب مثل الرشوة والولاء والمحسوبية وبقيت هذه الفئة المجتمعية على هامش الاحداث لا أحد يلتفت اليها أو يعيرها اهتماما رغم اهميتها وقوتها أكثر من 170 ألف حامل لشهادة عليا وأكثر من 350 ألف شاب دون شهادة حالت الظروف الاجتماعية والاقتصادية المتدنية دون مواصلة تعليمه، ايمانا منا بضرورة ايجاد فضاء يؤطر تحركات هؤلاء المحرومين من حقهم في الشغل ويعبر عن مشاغلهم وهمومهم وضرورة تشريكهم في الأمور التي تهمهم مثل الانتداب والتشغيل وذلك عبر منظمة ناطقة باسمهم تكون مستقلة في قراراتها بعيدا عن غوغاء الاحزاب والمنظمات الاخرى فإننا نعلن عن تأسيس: المنظمة الوطنية للمحرومين من حق الشغل كمنظمة وطنية تدافع عن كل تونسي حرم من حقه في العمل وتسعى الى توحيد الممارسة النضالية للشباب العاطل عن العمل وتهدف الى تنظيم مساعي طالبي الشغل للحصول على عمل وتوفير الاطار الذي يمكن المنخرطين في صلبها من التواصل بجميع المصالح المحلية والجهوية والوطنية لبحث المشكلات المتعلقة بالتشغيل وتشخيصها والعمل على حلها. عاشت انتفاضة الشعب التونسي المجد للشهداء