جمعية الاتحاد الرياضي بجبل الجلود جمعية عريقة تأسست سنة 1947 ألوانها الأحمر والأخضر وهي الأخت الصغرى للملعب التونسي علما وأنها الجمعية الوحيدة التي اقترن اسمها بالاتحاد التونسي للشغل وذلك يظهر جليّا من خلال شعار الجمعية فالمؤسّسون الأوائل كانوا من الطبقة الشغيلة (عمال الرصيف والمواني وعمال سوق الجملة ببحيرة تونس «البحيرة» وعملة اسمنت الخروبة الذي بيع في العهد المظلم الى الايطاليين على غرار جبل الوسط الذي فوّت فيه للبرتغاليين..). أعود وأقول إن الشغالين هم الذين أسّسوا هذه الجمعية بتأطير من المنظمة الشغيلة وقادتها وحسب المراجع المسموعة من كبار الحومة تذكر ان الشهيد فرحات حشاد قد شجع على تأسيس جمعية الاتحاد الرياضي بجبل الجلود والتي ساهم أبناؤها في معركة التحرير ويمتد الحس الوطني الذي يجري في العروق بشباب جبل الجلود ويهيّؤوا بانتفاضتهم «خميرة» الثورة الكبرى ، فكيف عاش أبناء جمعية جبل الجلود الثورة قبل الثورة. كان يوم 26 أكتوبر 2010 يوما تاريخيا لأبناء الجمعية إذ تمكنوا من سحب البساط من تحت أقدام معتمد الجهة وأزلامه الذين حوّلوا الجمعية الى أصل تجاري يتداول عليه من يدفع أكثر وذلك لفترة طويلة دامت طيلة العهد الفاسد والبائد ونتيجة لذلك عزف أبناء الجهة طيلة هذه السنوات عن ارتياد الملعب وحوّل عدد كبير منهم وجهة أبنائه للنشاط في جمعيات مجاورة كسبورتينغ بنعروس والشمينو ومقرين أو الحديقة «أ» أو الحديقة «ب» التي لم ولن يجدوا فيها مكانا رغم الموهبة المتوفرة لما شهدتاه من فساد وخاصة على مستوى تأطير الشبان. أعود الى الملحمة التي عاشها شباب جبل الجلود قبل الثورة المباركة، شدّد أبناء الحومة وخاصة أبناء «الفيلاج» الخناق على السلط المحلية إذ قاطع اللاعبون التمارين وفي الأثناء انتقوا واصطفوا من خيرة أبنائها البررة السيد ابراهيم الجمني وهو وجه رياضي معروف تربّى وترعرع منذ نعومة أظافره في جمعية الاتحاد الرياضي بجبل الجلود وتدرج كلاعب من المدارس الى الأكابر وكانت انطلاقته الفعلية في صفوف الأولمبي للنقل وقد أسهم بقسط وافر مع أبناء الملاسين في الحصول على كأس تونس سنة 1987 تلك السنة التي أظهر فيها «المعلم الهارب» «وجه السوق» ففاز فريق مستضعف بكأس تونس ثم فسح المجال بعد ذلك لسليم شيبوب ليصول ويجول ويحطم كل الفرق وبدأ بCOT وتفرّغ لملء خزانة الترجي بالألقاب حتى في «البيس» و«الزرابط»، رغم أن شيخ الأندية لم يكن في تلك الحقبة بحاجة لأمثال دكتاتور كرة القدم سليم شيبوب الذي أبعد أبناء الترجي البررة فكنا نقول حينها «قم وانظر يا سي حسان بالخوجة». أعود لأقول ان ابراهيم الجمني صمد أمام السلط المحلية الفاسدة بجبل الجلود وأظهر رباطة جأش أمام «خزعبلات» السلط المحلية ورئيس الجمعية السابق وشروطهم التعجيزية إذ ذهب معهم الى أبعد حدّ حبّا في الجمعية وقبول شرط ثقيل وهو ان الجمعية لها ديون متخلدة تناهز 25000 دينار، علما أن رئيس الجمعية السابق المنصف الهمامي ازدرد في نهاية الموسم الفارط 10000 دينار وهو نصيب الجمعية من الهبة التي قدمها الرئيس المخلوع الى الفرق الصغرى والمتقطعة من بث فعاليات كأس افريقيا لكرة القدم كموقف شهم منه ضد قناة «الجزيرة». ونظرا لكل هذه التجاوزات فقد طفح الكيل وتجنّد أبناء الجمعية الأوفياء وفي مقدمتهم «الحاج ابراهيم» وفي اليوم المشهود يوم الثلاثاء 26 أكتوبر 2010 تجمع أبناء جبل الجلود وشبانها أمام مقر المعتمدية وتتالت الصيحات والأهازيج المطالبة بتغيير رئيس الجمعية الى ان خرج معتمد الجهة من برجه العاجي ولم يقل هذه المرة «فهمتكم» لكن «شمها قارصة وعمل طيحة بتكربيصة» وسلّم دفة التسيير مكرها الى ابن الجمعية فتنفسنا الصعداء فكانت ثورة صغرى قبل ثورة كبرى على الفساد والمحسوبية. وهكذا عادت الكرة الى أهل الكرة فرئيس الجمعية الجديد لاعب كرة القدم. هذه المنطقة الصناعية والتي لا يتمتع أبناؤها بخيراتها وعائداتها التي تقدر بالمليارات سنويا يتسارع المديرون العامون للشركات الى مساعدة الفرق الكبرى والأمثلة عديدة فعليهم الآن أن يراجعوا سياستهم ويلتفتوا الى الجمعية والمنطقة ككل حتى تتدارك ما فاتها لأننا سنحاسب الجميع في المستقبل القريب والبعيد وما عليهم إلا أن «يكرموا لحيتهم بأيديهم». فالرصيد البشري موجود لأن هذه الجمعية العريقة أنجبت حمادي الجربي وحمادي العتروس وابراهيم الغربي الملقب بكرّيت والحارس الفذّ خميس كانون وابراهيم ادريس والمنصف الهمامي والفقيد المنصف بلخير الذي أطلق اسمه على الملعب البلدي بجبل الجلود عقب وفاته على أرضية الملعب في الموسم الرياضي (1995 1996) حيث أشار التقرير الطبي أن سبب الوفاة الاصطدام الشديد عند سقوط اللاعب بالأرضية الصلبة فقرّرت ولاية تونس آنذاك ان تغطي الأرضية بالعشب الاصطناعي لكن هيهات.. هيهات فجبل الجلود ليس عندها من يدافع عنها في الجامعة والرابطة والمظالم كثيرة فنتيجة لذلك حولت وجهة العشب الاصطناعي الى الحديقة«أ» في الموسم الرياضي (97 98) وفي المخطط الموالي وبتاريخ 15 03 2002 أعيدت الكرّة وكانت الوجهة هذه المرة من جبل الجلود الى الحديقة «ب».. همّشونا فكانت ثورة صغرى قبل الثورة الكبرى وحيث قرّر أبناء جبل الجلود مصيرهم بأيديهم وغيروا محليا ما يمكن تغييره وساهموا في قلب النظام ونزلوا الى شارع الحبيب بورقيبة ككل التونسيين والتونسيات ووقفوا أمام وزارة الداخلية ثم شكلوا لجانا لحماية الأحباء وقاوموا جيوب الردة فحافظوا على المؤسسات ولم تشهد المنطقة أي عملية حرق أو نهب بشهادة الأمن والجيش الوطني. أما اليوم فهم ينظرون الى المستقبل بأعين حالمة متفائلة يريدون ان ينهضوا بجمعيتهم العريقة منتظرين لفتة كريمة والحصول بكل استحقاق على العشب الاصطناعي ورغم ما حصل سيحمدون اللّه عند بلوغ المراد أنه لم تكن هدية من رئيس الجمهورية فلتكن هدية أول ثمرة من ثمرات شجرة الكرامة فاللّه سبحانه وتعالى أنقذ تونس من طغاة العالم الطرابلسية وبن علي الذين صالوا وجالوا وقتلوا العباد وأفسدوا البلاد فكان الجواب من قادر مقتدر اسمه القهار لأنه يقهر الطغاة. قال تعالى: {وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصبّ عليهم صوت عذاب إنّ ربّك لبالمرصاد}. (سورة الفجر الآيات من 10 الى 13). صدق اللّه العظيم.