عزوز وعبد الله والقلال... وزبانيتهم... وشياطين الفتن في هذا الوطن ؟! عندما تمّ إيقاف «الديناصورات» الثلاثة في نظام الفساد والاستبداد والزجّ بهم في السجن، ونعني بهم عبد العزيز بن ضياء وعبد الوهاب عبد اللّه وعبد اللّه القلال لا شكّ أن «الديناصورات» الأصغر الذين كانوا بمثابة الأدوات والآلات في النظام البائد والذين بدورهم استفادوا على حساب الشعب الكريم والبلاد الشامخة يرتجفون خوفا من مساهماتهم في الفساد والعبث بالأموال العمومية والظلم الذي سلّطوه على الأبرياء باعتبار أنهم سيحاسبون وسيقفون أمام القضاء وسيحاكمون فضلا عن أن الثورة ستعصف بهم وستكشف بؤر جورهم وزيفهم وحيفهم.. وبالتالي فإن الشعب الذي يؤكد عدم تسامحه مع المفسدين وذلك في أكثر التظاهرات والمسيرات ينتظر العقوبات على كل من ساهم في ترسيخ الرداءة ولبس عباءة الاستبداد والظلم وزوّر الحقائق ونال العمولات وأبعد المستثمرين الذين رفضوا منحه ما يريده على حساب تونس وعلى حسابهم أو يسّروا مهمات من تآمروا على البلاد والعباد؟! تفكيك الفساد ومادمنا قد أشرنا الى إيداع بن ضياء وعبد الوهاب عبد اللّه وعبد اللّه القلال فإن الاشارة وبقدر ما هي ليست للتشفي فإنها تبقى فقط لتفكيك الفساد السياسي وما ترتب عن ذلك من فساد اجتماعي واقتصادي وثقافي وإعلامي وحتى أخلاقي خاصة أنهم عبثوا دون مساءلة ولا حساب ولا رقابة ولا حتى تلميح بأنهم «كثرولها» وعمّقوا جرح البلاد وعبثوا بالعباد في ظل اهتمام رئيس الدولة عفوا «رئيس العصابة» باختلاس الأموال وجمع زجاجات الخمور الفاخرة وأيضا المخدرات دون مبالاة لتونس ولا لشعبها ولمدة طويلة دامت 23 سنة كاملة وشهرين وسبعة أيام. المستشار... ونكتة الفساد والانكسار ؟ «نكتة» كان يردّدها السياسيون في السرّ في ما بينهم تؤكد أنه ذات يوم وفي جولة «سرية» جمعت الرئيس المخلوع وزوجته «الدكتورة الجاهلة» وأيضا المستشار الخاص ووزير الدولة عبد العزيز بن ضياء وذلك عبر سيارة عادية.. ولما شاهدوا مجموعة غفيرة من الناس قال المخلوع: «لا بد أنها جنازة» فأجابته «الدكتورة»: «لا.. لا.. انه حفل ختان».. وهو ما جعلهما يرغبان وبكل لجاجة وعناد في استجلاء الأمر.. عندها نزل «عزوز» المستشار وفكّر مليا في عدم تضارب رأيه مع هذا ولا تلك وذلك بدهائه المعهود.. وبعد برهة عاد وأجابهما كالآتي: «إنه ختان فعلا لطفل ميّت»!؟ حتى يؤكد لهما صدق كلاهما وما ذهبا اليه، مترجما تأكيده لكل ما كان يقوله رئيس العصابة وزوجته دون أن ينبه أحدهما او حتى يكون رأيه وكلامه صادقين.. ويكفي انه ينجح في مهماته في القصر ويدعم الفساد ومنظومته القذرة؟!! الأثرياء الجدد... وفرص الاستثمار واختلاس الآثار المعروف ان البعض من الذين يسمّونهم «الأثرياء الجدد» مورطون وبشكل كبير خاصة ان هذا البعض لم يجد إرثا ولم تكن فرص الاستثمار أمامه كبيرة الا اذا مرت عبر عصابة الفساد والاستبداد.. وبالتالي فإن المسألة محيرة ومثيرة للشكوك ولابد من رفع غشاوتها باعتبار ان الذي لم يسرق الآثار ولم ينصهر في منظومة فساد الاستثمار ولم يستغل نفوذه في البنوك وفي المؤسسات لا يمكن له ان يصحب ثريا ويمثل ذاك الشكل الذي نراه في «الأثرياء الجدد» وعليه لابد من تقصي الحقائق وبكل تدقيق وشفافية ومحاسبة من امتصوا دماء الشعب ونهبوا البلاد والعباد.. إشاعات وفراغ... ولكن! حدثني أحدهم قائلا: «كلما عاشت البلاد عامة والموطن خاصة أزمة..الا وتجنبت زيارة الاهل والأحباب..» ولما أردت استجلاء الامر أجابني مؤكدا انه وكرجل ذي علاقات متينة بمختلف شرائح المجتمع وكرجل عمومي معروف أصبحت الاشاعات والتساؤلات تلاحقه حيث كلما جلس في مقهى الا وقالوا: لماذا في تلك المقهى ولا غيرها.. ولماذا مع أولئك دون ان يرى الآخرين ودون مجالستهم.. ثم لماذا اختار زيارة موطنه في تلك الفترة بالذات؟؟.. والسؤال الذي يفرض نفسه هو: لماذا كل هذه الاشاعات الناتجة عن الفراغ والعلاقات السيئة بين البشر؟ وهل بمثل هذه الأساليب «المتخلفة» يحث المواطن الى الرجوع الى موطنه حتى وإن كان كثيرهم يتظاهرون له بالترحيب والمحبة... ولكن..؟؟!!!