منذ بداية دخول اللاجئين القادمين من ليبيا إلى التراب التونسي، توافدت على البلاد التونسية العديد من المنظمات العالمية المهتمة باللاجئين مثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة وغيرها من المنظمات الدولية الأخرى. ولقد تواجدت هذه المنظمات خاصة بنقطة العبور الحدودية برأس الجدير وبمخيم الشوشة لإيواء اللاجئين ببنقردان وكذلك بمطار جربة الدولي الذي يمثل النقطة الرئيسية لترحيل هؤلاء اللاجئين.. «الشروق» التقت بالنقطة الحدودية برأس الجدير السيد فراس كيال الناطق الرسمي باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين فتحدث عن ظروف استقبال وإيواء اللاجئين وعن الدور الكبير الذي قامت به تونس، كما تحدث عن عملية الإجلاء والى أي مرحلة وصلت . ذكر السيد فراس كيال أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تابعة لمنظمة الأممالمتحدة وأن دورها يتمثل في تقديم المساعدة للاجئين وذلك بمختلف أشكال الدعم والإحاطة بهم والعمل من أجل تسهيل عودتهم إلى بلدانهم في ظروف طيبة وأن مختلف هذه العمليات تتم بالتعاون والتنسيق مع مختلف المنظمات والجمعيات الأخرى المتمركزة بنقاط وجود اللاجئين سواء كان ذلك برأس الجدير أو مخيم الشوشة أو بمطار جربة. وذكر السيد كيال أن عمليات الإحاطة باللاجئين وتقديم المساعدة لهم تنطلق منذ دخولهم التراب التونسي وذلك بنقطة العبور الحدودية برأس جدير حيث يتم استقبالهم والتعرف عن الحالات التي تتطلب التدخل والإعانة الفورية من مصابين أو مرضى أو حالات الجوع والعطش نتيجة التعب والإرهاق في الطريق. لتتم بعد ذلك حسب السيد فراس كيال عمليات توزيع اللاجئين على الحافلات لنقلهم إلى مخيم الشوشة الذي يبعد حوالي عشرة كلم عن النقطة الحدودية لرأس جدير. كما ذكر أن المفوضية أعدت بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي والجيش التونسي حوالي 2300 خيمة ووفرت ما يزيد عن 17000 من الأغطية. إجراءات دقيقة وبالنسبة إلى عملية استقبال اللاجئين، ذكر الناطق الرسمي باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أنها تتخذ إجراءات دقيقة وذلك بالتعاون والتنسيق مع عدة أطراف مثل أمن الحدود التونسي وكذلك المنظمة الدولية للهجرة مشيرا إلى أن ذلك يتم عبر عدة مراحل فيما يتعلق بتسجيل اللاجئين واستقبالهم وطرق ترحيلهم. كما تحدث عن اللاجئين السياسيين مبرزا أن مثل هذه الوضعيات تتطلب التنسيق مع بلدان أخرى قصد إمكانية قبول هذه النوعية من اللاجئين. وفي نفس الإطار تحدث السيد فراس كيال عن وضعية اللاجئين الصوماليين الذين لم يغادروا بعد مخيم الشوشة في انتظار أن تجد المفوضية وبقية الأطراف الحلول المناسبة لإجلائهم . وحول المرحلة التي وصلت إليها عملية إجلاء اللاجئين، ذكر السيد فراس كيال أنها تشهد حاليا نسقا سريعا ويوميا يتم ترحيل أعداد كبيرة منهم وأغلب عمليات الترحيل تتم جوا انطلاقا من مطار جربة الدولي. وأشار إلى أن الرحلات الأخيرة نقلت العديد من البنغال الذين يمثلون حاليا أغلب اللاجئين. كما نادى بضرورة تدخل بلدان وشركات طيران من أجل الزيادة في عدد الرحلات مؤكدا أن عملية ترحيل اللاجئين ستنتهي خلال الأيام القليلة القادمة . وتوجه الناطق الرسمي باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بجزيل الشكر لكل التونسيين مؤكدا على أن أفضل ما قدمته تونس من خدمة إلى المفوضية أنها أبقت على الحدود مفتوحة وهو أحسن دعم وأفضل مساعدة تجده المفوضية في مثل هذه الوضعيات. كما ذكر أن تونس لم تفتح فقط حدودها لاستقبال اللاجئين بل أن كل التونسيين فتحوا كذلك قلوبهم لهؤلاء اللاجئين فأحسنوا استقبالهم وساعدوهم وساندوهم ووفروا لهم كل ما يحتاجونه. وتحدث السيد كيال عن قوافل التضامن التي تصل يوميا إلى اللاجئين مؤكدا على أن هذه الوقفة للشعب التونسي تؤكد ما يتمتع به كل التونسيين من روح تضامنية وحب لكل الناس.