كشف مصدر ديبلوماسي عربي ان تل أبيب رصدت مؤخرا مكان رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية «حماس» خالد مشعل حيث قالت إنه يسكن السفارة الايرانية في دمشق ولم تستبعد قصف السفارة وهو ما سيجرّ المنطقة إلى حافة الهاوية حسب الديبلوماسي العربي. وقالت مصادر ديبلوماسية عربية وغربية متطابقة إن الديبلوماسي الذي يرجح أن يكون مصريا أو أردنيا زار تل أبيب سرا حاملا نصائح رسمية عربية تتعلق بدعوة حكومة شارون إلى عدم المجازفة بتنفيذ عمليات اغتيال خارج اسرائيل في إشارة إلى تهديدات جنرالات الحرب الصهاينة بضرب سوريا ولبنان اللذين تتهمهما تل أبيب بايواء حركات فلسطينية وتمويلها لتنفيذ عمليات ضد أهداف اسرائيلية. وأضافت المصادر ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون أبلغ الديبلوماسي العربي بأن تل أبيب أحاطت مؤخرا بتحركات مشعل وأنه يقطن حاليا السفارة الايرانية في دمشق مما يعني أن طائرات اسرائيلية ستحاول قصف السفارة مع ما يستتبعه ذلك من ردّ ايراني على اعتبار أن السفارة في أي مكان هي جزء من البلد وان أي اعتداء عليها هو اعتداء على البلد. وأشارت المصادر إلى أن الديبلوماسي عاد إلى بلاده وهو على قناعة بأن شارون سيجر المنطقة قريبا إلى حافة الهاوية من خلال التصعيد الذي سيمارسه إن أقدم على محاولة اغتيال مشعل في دمشق. وأكدت المصادر ان شارون الذي التقى المسؤول العربي فترة قصيرة أكد عزم حكومته على «كسر شوكة حماس من خلال توجيه ضربات خارجية لقادتها في سوريا ولبنان». وقالت مصادر أخرى ان قادة «حماس» في الخارج اتخذوا فيما يبدو ترتيبات أمنية مشددة لمنع الصهاينة من رصد أماكن إقامتهم في المدن السورية واللبنانية، ففي الوقت الذي لم يظهر مشعل في حوارات اعلامية مع فضائيات عربية ظهر أسامة حمدان قائد «حماس» في لبنان في مكان مجهول تغطي جدارية سوداء جدرانه ونوافذه. وكشف مصدر ديبلوماسي هولندي من جانبه أن وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم فشل في التأثير على الاتحاد الأوروبي وانتزاع موافقة ولو ضمنية على التهديدات الاسرائيلية لسوريا. وقال المصدر لصحيفة «الوطن» السعودية إن شالوم قدم لرئيس الاتحاد الأوروبي تقريرا ضد سوريا اتهمها فيه بتقديم ملايين الدولارات وكميات كبيرة من السلاح لحركة «حماس» وحركة «الجهاد الاسلامي» لتنفيذ عمليات ضد الاسرائيليين. وأكد المصدر ان شالوم طالب رئاسة الاتحاد الأوروبي بدعم الموقف الاسرائيلي بشأن توجيه ضربة عسكرية «تأديبية» لسوريا تستهدف مواقع ومكاتب التنظيمات الفلسطينية، لكن وزير الخارجية الهولندي برنار بوت أبدى تحفظا على التقرير الاسرائيلي وأكد ان الاتحاد الأوروبي يرفض أي عمل عسكري ضد سوريا ويتمسك بالحوار السياسي.