كانت الساعة تشير الى الرابعة مساء من بعد ظهر يوم الأحد الماضي حين كانت مدينة طبرقة السياحية تعجّ بعديد الزوار من تونس العاصمة ومن بقية المدن الداخلية ليقضوا يومي عطلة نهاية الاسبوع بنزلها الهادئة التي عاودت فتح أبوابها للزوار. وفجأة تعالت الصرخات من كل حدب وصوب في أرجاء المدينة... حجارة هنا، وهراوات هناك، فما الذي حدث بالضبط حتى يشق الهدوء والطمأنينة الذي تعيشه مدينة طبرقة منذ الثورة المباركة وفي وقت تترقب فيه المدينة عودة قوية للقطاع السياحي؟ «الشروق» كانت حاضرة على عين المكان وحاولت رصد كل ما حدث ويحدث في الاسباب والمتسببات حيث تقول مصادر مؤكدة ل «الشروق» ان الأحداث التي شهدتها مدينة طبرقة يوم أمس الأول مردها أساسا خلاف بين شبان من الجهة وآخرين قدموا في رحلة سياحية من منطقة «داخلية» ليحتدم النقاش والخلاف بين الطرفين ليتطوّر الى تبادل العنف فاتسع بعد ذلك ليمتد الى شوارع المدينة ويقع الهجوم مباشرة على مركز دائرة الأمن بالجهة بإلقاء الحجارة من مختلف الجهات حيث عاينّا تهشم بلور المركز وكذلك هو الشأن في الأضرار التي لحقت سيارتين للشرطة. حتى بيوت الله لم تسلم!؟ توجهت الجموع الى جامع الجهة حيث كان المصلون يؤدون صلاة العصر فإذا بالحجارة تنهال عليه من كل صوب وحدب مما أحدث ذعرا شديدا في صفوف المصلين الذين هرعوا لحماية المسجد حيث لاحظنا تكسّر بعض النوافذ من جراء رمي الحجارة عليه كما تم تهشيم بعض المحلات التجارية بالجهة برمي الحجارة عليها وباستعمال هراوات وهي محجوزة بدائرة الأمن الوطني كأداة إثبات مع العلم ان ثلاث حافلات اصيبت بأضرار بليغة وفادحة من جراء العنف المتبادل. وتفيد مصادر مؤكدة ان ثلاثة أشخاص أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة ثم نقلهم الى المستشفى المحلي بطبرقة حيث تلقوا الاسعافات اللازمة وتفيد مصادر طبية بالمنطقة ان حالتهم مطمئنة ولا تدعو الى القلق. برافو للجيش الوطني كل من تحدثنا اليهم من أهالي مدينة طبرقة أجمعوا على التدخل السريع والناجع والوقفة الحازمة لرجال الجيش الوطني الذي حال دون وقوع اشتباكات وتخريب ربما كانت تطال منشآت حيوية بالمدينة حيث كان تدخلهم حاسما باطلاق الرصاص في الهواء مما جعل الأمور تحسم بسرعة. وتفيد مصادرنا انه وقع ايقاف قرابة 300 شخص أثناء الاضطرابات التي شهدتها المنطقة ليتم الاحتفاظ ب 15 شابا وشابة فقط وهم الآن رهن الاعتقال ليتم التحقيق معهم من قبل النيابة العمومية بالجهة ولمعرفة الأسباب الحقيقية للرعب الذي أدخلوه على المتساكنين بالجهة.