نفت الحكومة العراقية المعينة أمس رسميا نبأ إلقاء القبض على عزت ابراهيم الدوري نائب الرئيس العراقي صدام حسين أمس الاول قرب تكريت بعد ان سادت الدوائر الامنية والسياسية العراقية والامريكية حالة من الارتباك والتخبط حيال خبر اعتقال الدوري. وقد سرت أنباء شبه مؤكدة أمس الأول عن اعتقال الدوري في تكريت خلال تلقيه العلاج في أحد مستشفيات المدينة وان حالته الصحية سيئة للغاية، وتحدثت الانباء عن اشتباكات رافقت عملية اعتقاله وأسفرت عن مقتل من حراسه، لكن ثبت ان كل تلك الانباء لا أساس لها من الصحة. ارتباك وأعلنت وزارة الداخلية العراقية أمس أنه لم يتم القبض على عزّت ابراهيم الدوري. وقالت الوزارة في بيان لها ان الفحوص الطبية التي أجريت على رجل محتجز كان يعتقد انه عزت ابراهيم اثبتت انه ليس هو الشخص المعني وانما هو قريب له مطلوب ايضا. ويأتي البيان عقب حالة من التشوش دامت 24 ساعة بعد ان أدلى مسؤولون بتصريحات متضاربة بشأن اعتقال عزت ابراهيم. وقال صباح كاظم المتحدث باسم وزارة الداخلية ان الشخص الذي ألقي القبض عليه في تكريت ليس عزت ابراهيم الدوري. وأقرّ كاظم لقد أخطأنا جميعا مؤكدا انه يتحدث باسم الحكومة العراقية. وأوضح المتحدث أنه بعد اجراء الفحوصات المطلوبة لمعرفة شخصية الرجل تبين انه ليس الدوري بل شخص آخر من أقاربه وهو مطلوب أيضا لدى العدالة. لكن وزارة الصحة العراقية نفت من جهتها اجراء أية فحوصات عن الحمض النووي للرجل المعتقل للتأكد مما اذا كان عزت ابراهيم. وقال متحدث باسم الوزارة اذا كان هناك بالفعل فحص لكنا على علم به لاننا الجهة المكلفة بذلك. ونفى وزير الدفاع في الحكومة العراقية المعينة حازم الشعلان تقريرا لوزارته افاد بأن الدوري قد اعتقل في تكريت. وقال الشعلان ان التقارير التي تحدثت عن اعتقال الدوري لا أساس لها مضيفا، ليست لدينا أية معلومات عن عملية الاعتقال وما قيل عن بيان من وزارة الدفاع في هذا الخصوص لا أساس له. ورفضت وزارة الدفاع الامريكية تأكيد او نفي اعتقال الدوري وقال متحدث باسم الوزارة ان المعلومات التي تلقيناها تشير الى أنه قد يكون المعتقل ليس هو لكنه أضاف انه لا يستطيع ان يؤكد أو ينفي نبأ الاعتقال. ويعد عزت ابراهيم ادوري أبرز شخصيات النظام العراقي المطلوبة لدى القوات الامريكية التي رصدت مبلغ 10 ملايين دولار مكافأة لمن يساعد في اعتقاله ويأتي الدوري في المركز السادس في قائمة رموز نظام صدام المطلوبين لدى قوات الاحتلال الامريكي. حكاية ملفقة وحسب قائد الحرس الوطني في مدينة تكريت العقيد عبد الله جبوري فان قصة اعتقال عزت ابراهيم ليست سوى حكاية ابتدعها أحد الأشخاص الشبيهين به الى حد بعيد. وقال جبوري ان أقارب الدوري أبلغوه بأنهم سيشون به لاقتسام المكافأة الموعودة من الامريكان والمقدرة بعشرة ملايين دولار. وتراجع العقيد جبوري بدوره عن تصريحاته التي أدلى بها أمس الاول وأعلن فيها «بفخر» عن اعتقال الدوري. وقال جبوري لم أقل ذلك أبدا فقد أبلغني الامريكيون السبت الماضي بأنهم يعدون لعملية تهدف الى اعتقال الدوري وقد سمعت بعد ذلك من وسائل الاعلام انه تم اعتقاله. وأكد أطباء في المستشفى الذي قيل ان الدوري اعتقل فيه انهم لا يمتلكون المعدات الضرورية لاجراء عملية تنقية الدم للدوري. وأكد الطبيب نشوان محمد صابر العامل في مستشفى تكريت ان عزت ابراهيم لم يأت أبدا الى مستشفانا. وفي بلدة الدور أكد ممرضان أنهما لم يشاهدا أبدا عزت ابراهيم. كما أكد عناصر في الحرس الوطني أنه لم تدر أية اشتباكات في تكريت ولم يسقط أي قتيل. وقالت وزارة الصحة العراقية ايضا انه حسب احصائيات القتلى والجرحى التي تعدها غرفة عمليات الوزارة لم يقع اي قتيل او جريح في محافظة صلاح الدين التي تقع فيها مدينة تكريت خلال ال48 ساعة الماضية.