شيّع صباح أمس في «بانياس» السورية الساحلية أربعة أشخاص قتلوا أول أمس عندما أطلق رجال أمن النار عليهم في وقت استقبل فيه الرئيس السوري بشار الأسد ذوي شهداء «دوما». وطالب بالافراج عن 191 من أبنائها مؤكدا على استمرار التحقيق في ما حصل. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان قولهم إن أربعة أشخاص قتلوا وجرح عشرات آخرون عندما أطلق رجال أمن النار عليهم. وقال أحد السكان للوكالة الفرنسية إن قوات الأمن أطلقت النار عشوائيا ولساعات على حي رأس النبع السكني حيث مسجد الرحمان الذي كان بؤرة احتجاجات ضد النظام فقتل وجرح 21 شخصا. وفي وقت سابق تحدث شاهدان في بانياس عن سيارات أطلق منها النار على رجال كانوا يحرسون بالعصي مسجد «أبو بكر الصديق» في البلدة أثناء صلاة الفجر واتهما «رجال النظام» بالوقوف وراء الهجوم. أما التلفزيون السوري فقال إن تسعة عسكريين من بينهم ضابطان قتلوا وأصيب آخرون في كمين نصبه مسلحون بين مدينتي اللاذقية وطرطوس. وفي سياق متصل عبرت 10 منظمات حقوقية سورية عن إدانتها لأعمال العنف بمدينة بانياس أيا كان مصدرها مؤكدة أن حماية حياة المواطنين من مسؤولية الدولة. ودعت المنظمات إلى وقف ما سمته «أعمال العنف الدموية» وإلى تكوين لجنة تحقيق مستقلة ومحايدة وشفافة تشتمل على ممثلين لمنظمات سورية غير حكومية لتحدد من يقف وراء أعمال العنف. من جهة أخرى نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن صحيفة سورية قولها ان الرئيس بشار الأسد ذكر أن التحقيقات في ما جرى من أحداث ما تزال مستمرة. وقالت إن ذلك تم خلال استقبال الأسد 17 من ذوي الشهداء في «دوما» بريف دمشق أول أمس مضيفة أن الأهالي أبدوا ارتياحهم للجنة التحقيق ودعوا إلى ضرورة إعلان النتائج وعرضوا مطالب مختلفة. وقالت الصحيفة منح مرتبة «الشهيد» ل 12 من الذين سقطوا أثناء المظاهرات وأمر بإطلاق سراح 191 سجينا من أبناء البلدة. وقدرت منظمات حقوقية سورية عدد قتلى الجمعة الماضي ب 28 منهم 26 في درعا وإثنان في حمص ونشرت قائمة بأسمائهم وأبدت قلقها لتصميم سلطات سوريا على «الاستمرار في انتهاك الحقوق والحريات الأساسية» على حد تعبيرها. وفيما فرقت قوات الأمن السورية أمس مجموعة من الطلاب تجمعوا أمام كلية العلوم في جامعة دمشق للتضامن مع من قضوا في المظاهرات التي تشهدها سوريا منذ 15 مارس الماضي مما ادى الى مقتل شخص واعتقال البعض الاخر. وأدانت كل من فرنسا وألمانيا «أعمال القمع» التي قامت بها السلطات السورية ضد المتظاهرين. وفي الوقت نفسه أبدت المعارضة السورية توجسها من وعود الاصلاح التي تعهد النظام السوري بتنفيذها لانهاء الاحتجاجات لكنها في المقابل أكدت انفتاحها على الحوار الوطني كمخرج وحيد لتجنيب البلاد الوقوع في أزمة داخلية.