تسقط أوثان بن علي الرجل الصنم تباعا وثنا بعد وثن وسادنا بعد سادن ولقيطا تلو آخر.. بيدأن وجوها بائسة وأصواتا نشاز لم تزل هنا وهناك في أوجارها وأقبيتها تبدل الأقنعة وتغير الأثواب وتلحو جلدها الحربائي لتطل على المجتمع تجهش بالثورة وتترحم على الشهداء الأبرار.. حتى لتظن رموزها وهي تتمسح على اللجان والمجالس الثورية متباكية مذعورة ثكالى البوسنة أو ضحايا التطهير العرقي في رواندا،.. ثم تراهم يتخفون خلف ألفاظ ضخمة مقارنة بأحجامهم المجهرية، متنكرين وراء تركيبات فكرية مسروقة من كتب التاريخ ومؤتمرات حزب الدستور من أمثال: «شرعية الشعب» و«المساواة» و«المقاربات الواقعية» و«الحرية» و«العدالة» فيحسبهم الغافل رجال دولة أو صنّاع حياة.. لا منظرين في النفاق السياسي. فطالما ولغوا في الدماء الزكية وامتصوا الثروات الحرام ونهبوا الأرزاق الحلال، فما عفت أياديهم عن حقوق الشيوخ والعجز والأرامل والمرضى والمعاقين ولا استحت أنفسهم المريضة عن انتاج الأثرة والانتهازية بعد أن داسوا القيم والفضائل دون كلل. ولم تكن مدينة الهوارية كغيرها من المدن والقرى بمنأى عن هؤلاء المردة الأشباح، ومع أنهم حفنة معدودة غير أنها شهيرة في استغلالها المناصب والمراكز ليسوموا خلق اللّه الهوان من وراء ستائر «العمل الوطني» فالاتحاد الجهوي للفلاحة والإدارات المحلية والمكاتب الجهوية والجمعيات الثقافية والرياضية والصناديق المالية ما عدا الشرفاء من منتسبيها فضلا عن الشعب المهنية من أوكار حزب الدستور كلها أذرع طويلة للبطش والتنكيل والنهب والسلب. وما يحدث الآن في هنشير المبروك 8 مكرر (2631 هكتارا) من بلدة بوكريم من معتمدية الهوارية الذي لا زال تحت عهدة إدارة الغابات وعلى وشك البتّ في مستحقيه حسب فريضة أو مقاسمة شرعية ما يحدث في هذا الهنشير من نهب وإفساد وبيع بالتغرير واستيلاء على مشترك قبل القسمة من هذه الأطراف المشبوهة لهو أمر يندى له الجبين. وقد ترفّع الأهالي جميعهم عن الفوضى واستغلال الظروف الاستثنائية رغم أن للهنشير ملكية ثابتة لأكثر من 6 آلاف نسمة هم سكان البلدة. فيما التقت اللجنة الشعبية السيد والي نابل يوم 2 مارس وشرحت ملابسات الهنشير وإشكالياته وبينت المحاذير التي تحف بالعقار والوضع القانوني للملكية. واللجنة الشعبية إذ تهيب بالولاية أن تحمي ثروة الشعب ولا تتردد في حماية ثورته البطلة وأن تقطع مع الذين تواطؤوا على قيمه وكرامته وحقوقه ومصالحه، فإنها تعلن بأنها لا تعترف مطلقا: بكل ما وقع إحداثه في الهنشير من بيع بالتغرير أو استيلاء على ملكية الورثة قبل القسمة. وتحمل إدارة الغابات جزءا من المسؤولية في انتهاك الثروة الغابية. وتدعو لجنة الأحباس بالولاية برئاسة السيد الوالي إلى الإذن بإلحاق بقية المستحقين حتى يتسنى إحداث مقاسمة شرعية تعطي كل ذي حق حقه. ٭ شهاب الشاذلي (المنسق العام للجنة الشعبية بوكريم الهوارية)