ذكرت مصادر أن الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة يقف وراء عمليات تهريب لفائدة كتائب القذافي من بينها تهريب 250 سيارة رباعية الدفع لتستعين بها الكتائب في مواجهة الثوار الليبيين. وكانت ثارت في الفترة الأخيرة تساؤلات حول دور مفترض لأطراف جزائرية في دعم نظام العقيد القذافي ضد شعبه، وكان مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي اتهم الاثنين الماضي الجزائر علنا بإرسال مرتزقة للقتال إلى جانب قوات القذافي. لكن الجزائر ردت على لسان وزير داخليتها دحو ولد قابلية قائلة إن الاتهامات التي يوجهها المجلس الانتقالي في ليبيا للجزائر حول إرسال مرتزقة لدعم الزعيم الليبي معمر القذافي، بأنها نابعة من عدم تقبل المجلس موقف الجزائر الرافض لأخذ موقف غير محايد في الصراع والتنديد بالقذافي. وقد استغرب ثوار ليبيون موقف بن بلة لأن الرجل، كما يقولون، كان الأحرى أن يكون أول من يبادر بالاعتراف بالثورة الليبية ومساندتها سياسيا بدل أن يقف ضدها، فهو أول رئيس للجزائر التي حازت استقلالها بعد تضحيات كبيرة وثورة ظلت مضرب الأمثال في التضحية. وتساءل هؤلاء: كيف ينقلب بن بلة على تاريخه القومي والوطني باعتباره مناضلا كبيرا ضد الاستعمار وسجينا لسنوات طويلة تحت حكم الهواري بومدين؟ مع العلم أن بلة تولى رئاسة ما يسمى باللجنة الدولية لجائزة القذافي لحقوق الإنسان وساهم في «تلميع» صورة العقيد ونظامه. يشار إلى أن بن بله كان يؤمن بعروبة الجزائر وانتمائها القومي ولذلك قام باستدعاء آلاف الأساتذة العرب من مصر والعراق وسوريا للمساهمة في قطاع التعليم. كما عبّر أكثر من مرة عن وفائه للزعيم الراحل جمال عبد الناصر وأعتبره «رجلا عظيما ساهم في دعم الثورة الجزائرية أكثر من أي شخص آخر في الوطن العربي».