جرت صباح أمس محادثات بين الرئيس زين العابدين بن علي والسيد خوزي لويس زاباتيرو رئيس الحكومة الاسبانية. وأفاد الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن هذه المحادثات كانت مناسبة لاستعراض العلاقات العريقة والمتينة التي تجمع بين تونسواسبانيا وما شهدته من تحول ملموس وانطلاقة جديدة منذ الزيارة التي كان أداها رئيس الدولة الى اسبانيا والتوقيع في تونس على معاهدة صداقة وتعاون وحسن الجوار كأول اتفاقية من نوعها تبرمها تونس مع شريك أوروبي. وأعرب رئيس الدولة ورئيس الحكومة الاسبانية عن ارتياحهما لنسق التشاور السياسي بين البلدين ولانتظام اجتماعات اللجنة رفيعة المستوى والنمو المطرد للمبادلات التجارية والتعاون السياحي وأكدا على مزيد دعم التعاون الاقتصادي خاصة على مستوى الاستثمار الخاص. وأبرز الرئيس زين العابدين بن علي في هذا الصدد أهمية ايجاد مؤسسة مالية مشتركة لتمويل هذا الاستثمار علاوة على ايلاء عناية أكثر للتعاون الفني والعلمي والثقافي انطلاقا من الموروث الحضاري المشترك. وتناولت المحادثات على صعيد آخر علاقات تونس مع الاتحاد الأوروبي حيث تم التعرض الى التحديات التي تفرزها المرحلة الاخيرة من تنفيذ اتفاقية الشراكة مما يتطلب مزيدا من الدعم من قبل بلدان الاتحاد. كما تم التطرق الى المسار الاورومتوسطي وآفاق دفع هذا المسار خاصة وان المجموعة الأورومتوسطية تستعد للاحتفال بالذكرى العاشرة لانطلاق مسار برشلونة وفي ضوء القمة المرتقبة لتفعيل هذا المسار. وتناولت المحادثة أيضا الحوار 5 زائد وضرورة متابعة التوصيات الصادرة عن قمة تونس للارتقاء بالتشاور على صعيد هذا الفضاء ودعم مسار الاندماج المغاربي. وأبرز الرئيس زين العابدين بن علي الأهمية التي توليها تونس لتفعيل الدور المغاربي ضمن هذه الفضاءات الاقليمية. كما أكد بوصفه الرئيس الحالي للقمة العربية أهمية دعم التعاون العربي الأوروبي وايلاء قضايا الأمة العربية مزيد الاهتمام والدعم في ضوء النتائج الهامة التي أقرتها القمة العربية الأخيرة بتونس. وكانت القضايا الدولية الراهنة محل مناقشة كذلك من قبل الرئيس زين العابدين بن علي والسيد خوزي لويس زاباتيرو حيث تم التطرق الى الوضع في الشرق الاوسط والتأكيد على ضرورة تغليب منطق الحوار والتفاوض على أساليب العنف والتهديد. وأكد الرئيس زين العابدين بن علي موقف تونس الثابت والمتمسك بالسلم العادل والشامل كخيار استراتيجي لحل النزاع العربي الاسرائيلي على أساس الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد وقرارات مجلس الامن ذات الصلة وتنفيذ خارطة الطريق. ولدى التطرق الى الوضع في العراق جدد رئيس الدولة انشغال تونس بما يتسم به من عدم الاستقرار وحرصها على استعادة العراق لسيادته كاملة وبناء مؤسساته الدستورية وتحقيق أمنه واستقراره في اطار وحدته الوطنية والترابية. كما استأثرت ظاهرة الارهاب بحيز من هذه المحادثات حيث تم التأكيد على خطورة هذه الظاهرة بالنسبة الى كافة بلدان العالم وضرورة معالجتها بصورة جذرية من قبل المجموعة الدولية. وذكر سيادة الرئيس في هذا الصدد بدعوته الى عقد مؤتمر دولي برعاية الأممالمتحدة لوضع مدونة سلوك تلتزم بها كل الأطراف لمكافحة هذه الآفة. وقد أبرزت هذه المحادثات تطابق وجهات نظر البلدين بشأن القضايا المطروحة وحرصهما على مزيد دعم التشاور والتنسيق وتبادل الآراء بشأن مختلف المسائل ذات الاهتمام المشترك. وجرت المحادثات بحضور الوزير الاول ووزير الشؤون الخارجية وحضرها من الجانب الاسباني الوفد المرافق لرئيس الحكومة الاسبانية وكذلك سفير اسبانيابتونس. وقد دعا رئيس الدولة السيد خوزي لويس زاباتيرو والوفد المرافق له الى مأدبة غداء. وكان قد انتظم موكب لاستقبال السيد خوزي لويس زاباتيرو حيا أثناءه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الاسبانية العلم على أنغام النشيدين الرسميين للبلدين واستعرضا تشكيلة شرفية من الحرس الرئاسي أدت لهما التحية. وقد رحب رئيس الدولة بحرارة بالضيف الاسباني والوفد المرافق له.