يتواصل تدفق اللاجئين الليبيين عبر نقطة العبور ذهيبة وازن بالرغم من سيطرة الثوار مؤخرا على الجانب الليبي منها. وفي هذا الاطار سجل خلال الاربع وعشرين ساعة الماضية مرور نحو 200 مواطن ليبي في اتجاه تونس تم ايواؤهم لدى عدد من العائلات الى جانب عدة شاحنات تزودت ببعض المواد الاساسية والادوية قبل العودة الى التراب الليبي. وأفاد شاهد عيان من منطقة ذهيبة في اتصال هاتفي مع وكالة تونس افريقيا للانباء ان الايام الاخيرة شهدت فرار اكثر من ثلاثة الاف مواطن ليبي من اصيلي منطقة «وازن» التى تبعد حوالي 3 كلم فقط عن البوابة الحدودية بالذهيبة ودخولهم التراب التونسي على عدة محاور رفقة قطعان كبيرة من الماشية. وأضاف انهم استقروا في عدد من المغاور الجبلية واراضي على ملكهم منذ عقود طويلة وهي تقع على طرفي الحدود واعتادوا زيارتها باستمرار وفق تراخيص قانونية. ويعاني هؤلاء من اوضاع جد صعبة على جميع المستويات ومن بينهم عدد كبير من النساء والاطفال. ويسود المنطقة شعور بالقلق والتوتر خشية تجدد العمليات العسكرية بين طرفي النزاع على الجانب الليبي من النقطة الحدودية. كما ان ارتفاع عدد المواطنين الليبيين المقيمين بالعديد من مناطق ولاية تطاوين وانتماءهم الى طرفي الصراع في ليبيا يطرح مخاوف أخرى منها احتمال حصول مناوشات بينهم. من جهة اخرى تبذل مختلف هيئات المجتمع المدني بالجهة والاهالي الى جانب هيئات الاغاثة الدولية جهودا كبرى لتلبية حاجيات اللاجئين المقيمين في المخيمات وخاصة لدى العائلات التونسية. وقد نظمت العديد من المنظمات الشبابية والخيرية حملات لجمع التبرعات لتوفير جزء من الحاجيات الاساسية وتوزيعها على العائلات التونسية التي تأوي مواطنين ليبيين. وتوجه شاهد العيان بنداء استغاثة لمعاضدة جهود الاطراف الأهلية المحلية والجهوية في ولاية تطاوين لتوفير الحاجيات الاساسية للاجئين. وعلى صعيد اخر افاد مصدر امني رفيع لمراسل (وات) بالجهة ان قوات حرس الحدود والجيش الوطني وضعت في اعتبارها فرضية حصول مناوشات مسلحة على الجانب الليبي من النقطة الحدودية وهي متيقظة تماما لهذه المسألة.