«..صحيح المخلوع كرمني، لكن لا علاقة لي ببن علي ولا ليلى الطرابلسي..حسني مبارك ليس خالي،هي إشاعات راجت حولي وكان بإمكانها أن تدمر حياتي بالكامل وتقضي على مستقبلي الفني..البعض استغل الثورة التونسية النظيفة لتلطيخ سمعتي..والقانون أخذ مجراه وثقتي كبيرة في القضاء التونسي العادل والمستقل..». هكذا تحدث إلينا الفنان إيهاب توفيق في حوار خص به « الشروق « على ضوء الخبر الذي نشرناه في عدد سابق وأشرنا فيه إلى أن الفنان المصري تقدم بقضية عدلية ضد رجل أعمال بصفاقس من أجل إشاعة مفادها أن إيهاب تربطه علاقة بالمخلوع وزوجته ليلى.. الحوار أجريناه بصفاقس وإيهاب يؤكد انه قدم إلى عاصمة الجنوب فقط من أجل هذا التصريح الصحفي الذي تم تنسيقه بمساعدة مدير أعماله بصفاقس السيد منصور الجمل الذي كان حاضرا معنا في هذا الحديث الذي انطلقنا فيه بالسؤال التالي: ٭ ما حقيقة القضية العدلية التي رفعتها ضد رجل أعمال بصفاقس؟ - وجدت نفسي مضطرا إلى تقديم القضية للعدالة، فلقد فوجئت بإشاعة تروج حولي مفادها أن إيهاب استغل علاقته بالرئيس المخلوع ليتحصل على عديد الإمتيازات لإنشاء مركب «إيهاب سنتر» بمنطقة باب الجبلي بصفاقس.. مثل هذه الإشاعة في هذا الظرف بالذات يمكنها أن تكون سببا في تدمير حياتي، فالشعب التونسي الذي أحبه ويحبني لا يرضى بأن أكون على علاقة بالمخلوع فإيهاب ليس «فنان بلاط»، أنا فنان جمهور.. ٭ قلت كلاما كثيرا يستحق التوضيح : أولست الفنان المصري الذي كرمه سابقا المخلوع بن علي؟ الرئيس السابق كرم نجاة الصغيرة وماجدة الرومي وحكيم وإيهاب توفيق وغيرهم، كما كرم عددا كبيرا من الفنانين التونسيين والإعلاميين والمثقفين، هل هذا يعني أن كل هؤلاء لهم علاقة ببن علي وزوجته ليلى الطرابلسي؟ ٭ تكريمك خاص باعتبارك ابن اخت حسني مبارك أي أن رئيس مصر هو خالك؟ - هذه إشاعة قديمة راجت حولي منذ سنتين تقريبا، وقد كذبتها في أكثر من مناسبة، لا علاقة لي بحسني مبارك وهو ليس خالي ولست أدري كيف بلغ الخيال الشعبي إلى هذا الحد حتى أصبح حسني مبارك خالي.. وقد يقول البعض الآخر إن هيلاري كلينتون قريبتي ضاحكا الإشاعات تلاحق الفنانين دائما لكن بعضها مدمر كالإشاعة التي لحقت بي في تونس بعد ثورة 14 جانفي.. ٭ عدت بي إلى السؤال الأول: إذا كانت الإشاعة هي قدر المشاهير، لماذا لا تقبل فاتورة الشهرة؟ صدقني حين راجت الإشاعة خفت على حياتي، فاقتران اسمي باسم بن علي سارق أموال الشعب قد يهدد حياتي، وإذا نجوت بعمري فقد أفقد الشعب التونسي الذي أحبني لفني لا لولائي لرئيسكم المخلوع.. ٭ حين كرمك المخلوع ألم تطلب منه إمتيازا لتحقيق مشروعك بصفاقس؟ طلبت منه فقط أن يسهل دخولي إلى تونس كلما احتجت إلى ذلك، بإمكانكم أن تعودوا إلى التسجيلات التلفزية لتتأكدوا من صحة كلامي ومطلبي الوحيد..فتونس بلدي الثاني وتربطني بالعديد من الفنانين والصحفيين والجمهور علاقات طيبة جدا، لو طلبت امتيازا من بن علي ما كنت دفعت ما يقارب نصف المليار في شكل أداءات لفائدة مشروعي بصفاقس.. ٭ قلت الإشاعات لاحقتني بصفاقس، وقد طلبت مقابلها غرامة مالية قدرها 25 مليارا فقط؟ نعم طالبت بغرامة قدرها 25 مليارا موزعة بين الضرر الاقتصادي والفني والعدالة هي الكلمة الفصل في أي نزاع .. ٭ لم أفهم جيدا معنى الضرر الفني والضرر الاقتصادي؟ الإشاعة التي راجت جعلت العديد من الحرفاء يفسخون عقودهم معي، ثم أني دخلت في دوامة مع كل الأطراف المتداخلة وعندي من الوثائق ما يؤكد صحة كلامي..هذه الإشاعة دمرتني على كل المستويات: مصالحي وأعمالي، وقد تدمر مستقبلي الفني، فعلاقتي بالجمهور التونسي وطيدة، فتونس بلدي الثاني، لكن صاحب الإشاعة أراد أن يدمر علاقتي بجمهوري التونسي العزيز ..ليس من السهل أن تدخل قلوب الجماهير، لكن من السهل جدا أن تخرج من قلوبهم فمثل هذه الإشاعة ستجعل الجميع يكرهني ويمقت فني.. ٭ بعيدا عن الإشاعات التي هي من اختصاص القضاء..ما تقييمك للثورة التونسية؟ هي الثورة الأم أوالثورة القائد لكل الدول العربية..ثورتكم نظيفة وشبابكم مثقف وواع..تونس أصبح لها شأن كبير في كل العالم والفضل في ذلك يعود إلى ثورة 14 جانفي التي اخترقت كل الحدود وكانت مثالا لكل الثورات اللاحقة.. ٭ والثورة المصرية؟ نجحت هي الأخرى بفضل شبابها..نتمنى النجاح لبقية الثورات ونتمنى إنهاء مسلسل إراقة الدماء في ليبيا وسوريا واليمن..ف « الدم العربي غالي»..رحم الله شهداء الثورة العربية.. ٭ ألا ترى معي أن الثورة السياسية لابد وان تعقبها ثورة ثقافية وفنية؟ الثورة تنتج ثقافة جديدة..والفنان الذكي هو الذي لا يركب الأحداث ويقفز لترديد أغان ثورية عاجلة ومفبركة..ما أستشرفه اليوم فنيا هوعودة الأغاني الفنية الدسمة والطربية والملتزمة بقضايا الشعوب..أكيد سيقطع الفن العربي مع أغاني «السندويتش» التي راجت لسنوات.. ٭ إلى أن نلتقي؟ أؤكد لك مرة أخرى أن هذا الحوار هو حصري ل «الشروق»، فصحيفتكم انتبهت إلى قضيتي بمحكمة صفاقس، وأصول التعامل تقتضي أن أواصل معكم لتوضيح موقفي..قد أنظم لاحقا ندوة صحفية في تونس لألتقي ببقية الصحفيين أصدقائي..وإن شاء الله مواعيدي مع جمهوري قريبة هي الأخرى إن نجوت من هذه الإشاعات المغرضة وثقتي كبيرة في القضاء التونسي..