تونس الشروق محمد علي خليفة: أكد السيد عبد الجليل البدوي المنسق والناطق الرسمي لحزب العمل التونسي ان الساحة السياسية كانت تفتقد لحلقة سياسية تربط بين الاقتصادي والاجتماعي وأن الحزب حاول تكريس الارادة السياسية الضرورية لترسيخ هذه الرابطة بين البُعدين الاقتصادي والاجتماعي، مشيرا الى ان حزب العمل التونسي يختلف عن الأحزاب العمالية الاخرى من حيث المرجعيات الفكرية وتركيزه بالأساس على الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومحاولة خلق حزب جماهيري. وفي لقاء اعلامي مفتوح للتعريف بالحزب الذي تحصل مؤخرا على تأشيرة العمل القانوني قال البدوي إن الواقع الاقتصادي والاجتماعي يتسم بتهميش قيم أساسية هي أساس كل عملية تنموية وهي قيم العمل والمعرفة والمؤسسة. وأوضح ان أحد أهداف حزب العمل التونسي هو اعادة الاعتبار لهذه القيم من أجل بناء مجتمع جاد. مشيرا الى ان انطلاق تكوين الحزب كان من خلال تشخيص الساحة السياسية التي تعاني من تشتت الجناح الديمقراطي التقدمي. ورأى البدوي ان الساحة السياسية اهتمت كثيرا بالجانب السياسي وأهملت الجانبين الاقتصادي والاجتماعي وان بعث حزب العمل التونسي هو محاولة للتركيز أساسا على الجانب الاقتصادي والاجتماعي والثقافي دون اهمال البعد السياسي الضروري لأنه دون ضمان هذه الابعاد قد تفشل الثورة، لأن المواطن في حاجة الى الحرية ولكنه في حاجة ايضا الى ضمان حقوقه الاقتصادية والاجتماعية. وذكّر البدوي بأن مشروع بعث حزب العمل التونسي هو مشروع قديم حمله مناضلون قدماء من نقابيين خاصة لأن أول فكرة لتكوين هذا الحزب كانت فكرة تكوين الحزب العمالي التي حملها نقابيون مستقلون حملوا هذا المشروع منتصف خمسينات القرن الماضي لكن المشروع تعطل لأن الحزب الحاكم آنذاك كان يفتقد لمشروع مجتمعي، كما وقع تدجين المنظمة النقابية. واعتبر أن بعد ثورة 14 جانفي رأى النقابيون ان هناك فرصة تاريخية جادة لبعث حزب العمل التونسي، مشيرا الى ان النقابيين وغيرهم ممن اهتموا بتكوين الحزب اتصلوا بعدة فئات من حرفيين وفلاحين وبحارة وتجّار وتبين لهم ان هناك نقطة التقاء بين جميع هذه الفئات وهي العمل. ورأى البدوي انه لا تعارض بين ممارسة العمل السياسي والعمل النقابي، وذلك ردا على سؤال حول وجود وجوه نقابية داخل الحزب لا تزال تمارس نشاطها النقابي، مشيرا في هذا الصدد الى ان الحزب لا يضم النقابيين فحسب بل ايضا الأطباء والمحامين وغيرهم. وأكد البدوي ان الثورة جاءت طامحة للكرامة والعدالة وللحلول الاقتصادية والاجتماعية فكان لابد من تقديم حلول في هذا الاتجاه والابتعاد عن منطق الصراع الذي ظل سائدا حتى الآن. وردا على تساؤل حول موقف حزبه من تحييد المساجد عن العمل السياسي قال البدوي إن تحييد الدين كان من منطلق تحليل موضوعي، فالمجال السياسي يلتقي فيه الجميع لتنظيم حياتهم الاقتصادية والاجتماعية والتجارية والمالية وخصوصية هذا الالتقاء انه يكون بين أطراف مصالحها متصارعة ومتناقضة، بينما نحن نريد ان نحافظ على مهمة الدين التوحيدية ولا نريد ان نجلبه الى دائرة الصراع السياسي. وفي سياق عرضه لأهداف الحزب دعا البدوي الى اعادة النظر في السياسة الخارجية لتونس، مشيرا بالخصوص الى العلاقة مع الاتحاد الأوروبي حيث أظهرت الدراسات والاشارات ان اتفاق الشراكة بين تونس والاتحاد هو اتفاق انحصر في منطقة التبادل الحر وأهمل عديد النقاط المهمة الأخرى، وهو اتفاق استفاد منه طرف دون آخر. وقال إن حزبه سيحرص على اعادة النظر في هذا الاتفاق، مشيرا الى وجود مكوّنات (في اليسار كما في اليمين) في الطرف الاوروبي مستعدة لإعادة النظر في مثل هذه العلاقات مؤكدا ضرورة مراجعة نمط العلاقة بين تونس والخارج ودعا الى تركيز عقد اجتماعي للاهتمام بجانب الاندماج الوطني والاقليمي على حساب الاندماج العالمي، وهو النمط القائم حاليا.