خلقت حادثة 17 ديسمبر 2010 تاريخ احتراق البوعزيزي جراء صفعه من قبل عون التراتيب (فايدة حمدي) حقدا كبيرا تجاه سلك مراقبي التراتيب البلدية هذه الفئة التي أصبحت مستهدفة من قبل المنحرفين وأصحاب السوء الذين يعمدون الى الاعتداء عليهم ماديا ومعنويا حتى بات عون التراتيب يخشى الظهور بزيه النظامي وطالب بضرورة تغييره تفاديا للمخاطر التي تهدد سلامتهم يوميا وتأجيل ارتداءه نظرا الى خصوصية في هذا الظرف الحساس الذي تمر به بلادنا في انتظار تحضير البلديات للزي الجديد. هذا الى جانب مطالبتهم بالتعجيل في اعادة صياغة القانون الأساسي الخاص بسلك أعوان التراتيب. «الشروق» بحثت في هذا الموضوع ورصدت بعض من مشاغل أعوان التراتيب وموقفهم من الزي النظامي والاضطهاد الذي يعانونه من قبل بعض المواطنين حيث أكد السيد محمد العربي الحمدي رئيس مصلحة مراقبة التراتيب ببلدية تونس أن الأعوان يتعرضون الى مضايقات يومية من قبل المواطن الذي يعمل على تقزيمهم والحط من كرامتهم خاصة بعد ثورة 14 جانفي، هذه الفترة التي ذاق فيها أعوان التراتيب الأمرين بسبب حادثة البوعزيزي مع الزميلة فايدة حمدي اذ أصبح عون التراتيب مستهدف بدرجة أولى وخاصة عندما يرتدي زيه النظامي للقيام بواجبه المهني حيث يعمد المواطن «المخالف» سواء من أصحاب الانتصاب الفوضوي أو البناء غير المرخص فيه أو غيره الى اهانته وعدم احترامه بأي شكل من الأشكال حتى انه يصل به الحد الى الاعتداء عليه في بعض الأحيان. وأضاف السيد محمد العربي أن سلك مراقبي التراتيب البلدية يعاني من التهميش والجذب الى الوراء منذ عهد بن علي الى اليوم وطالب بضرورة تغيير الزي النظامي لونا وشكلا وتأجيل ارتدائه في الفترة الحالية تفاديا لكل ما من شأنه أن يسبب القلق والتوتر لعون التراتيب الذي يسعى جاهدا الى حماية المواطن من خلال دوره في المنظومة الأمنية والاجتماعية والاقتصادية للبلاد شأنه شأن بقية الأسلاك الى جانب ضرورة معالجة الاشكاليات المطروحة في اطار التعامل الحضاري وطالب بضرورة ادماجهم مع قوات الأمن الداخلي ومن جانبه أكد السيد جلول العرفاوي وكيل ببلدية حلق الوادي ان قطاع التراتيب البلدية يعاني التهميش والاقصاء على عكس بقية الأسلاك الأخرى التابعة لوزارة الداخلية التي تتمتع بزي نظامي جديد بعد كل سنتين وطالب بضرورة تغييره خاصة بعد الانتهاكات التي أصبح يتعرض اليها عون التراتيب والتي تمس من كرامته وتعرقل مسيرته المهنية. وحول موقف المواطن من عون التراتيب أبدى السيد الأمجد جويني احترامه لعون التراتيب مؤكدا أن المشكل يتعلق بعقلية المواطن الذي لا يفرق بين الواجب المهني والمصلحة الشخصية ولعل ما حدث بين البوعزيزي وفايدة حمدي خير دليل على ذلك وأضاف ان عون التراتيب لابد ان يواصل عمله وأن يتصدى الى كل التجاوزات الحاصلة دون خوف خدمة لمصلحة البلاد التي تمر بأزمة ثقة بين الموظف والمواطن. مشيرا أنه في تغيير الزي النظامي لا يمكن تغير عقلية المواطن الذي يرفض كل ما من شأنه ان يحد من حريته حتى لو كانت على حساب حرية الآخرين ولهذا لابد من مواجهة هذه الأساليب بشتى الطرق والوسائل خدمة للمصلحة العامة. وقد ساندته الرأي الآنسة مروى التي أكدت أنه من حق أعوان التراتيب المطالبة بتغيير زيهم النظامي الذي أصبح يشكل خطرا على حياتهم ويعرقل سير عملهم ويعرضهم الى الاعتداء اللفظي والمادي في هذه الفترة الحرجة لمواصلة عملهم والتصدي للانتصاب الفوضوي الذي ميز شوارع العاصمة والبناء الفوضوي المنضوي تحت لواء العنف والتسلط وحب الذات دون أخذ بعين الاعتبار لقانون الحق والواجب حيث استغل عديد المواطنين الوضع الراهن للقيام بعديد التجاوزات التي وان دلت على شيء فهي تدل على العقلية غير المتزنة لهم وطالبت الآنسة مروى بضرورة احترام عون التراتيب وكل من يعمل على النهوض بمستقبل تونس في كافة القطاعات وفي كل الجهات أما سوسن فقد اعتبرت أن عون التراتيب مثل كبش فداء لثورة 14 جانفي ولابد من حمايته وتوفير الظروف الملائمة له لمواصلة عمله والتصدي للممارسات والتجاوزات التي نشهدها يوميا.