بلغ عدد ضحايا مواجهات المتلوي الى غاية كتابة هذا المقال 11 قتيلا وحوالي 150 جريحا تمّ توزيعهم على المستشفى الجهوي بالمتلوي ومستشفى قفصة وأم العرائس وصفاقس. وذكر الدكتور حسن بن عيسى المدير الجهوي للصحة بالمتلوي في تصريح هاتفي ل«الشروق» أن المنطقة تعيش على فوهة بركان بسبب العروشية وذكر أن الجيش الوطني يحاول السيطرة على الوضع وتفادي إشكال الفراغ الأمني الذي عرفته البلاد. وأكد أن هناك تطمينات من الرائد والعقيد خلال الاتصالات الهاتفية بأن هناك انفراجا في الأفق. وتحدث المدير الجهوي بأسف كبير عن تفاصيل ما حدث منذ يوم الخميس الماضي مشيرا الى أن الاطار الصحي يعمل في إطار حالة حرب. وقال: «أعمل بالتنسيق مع الجيش والوالي والوزارة على توفير الرعاية الصحية اللازمة للمصابين وعددهم كبير ولم يتمّ حصره الى الآن بصفة رسمية لأن الجميع في حالة تأهّب لإنقاذ المصابين». خوف وأفاد الدكتور بن عيسى أن المصابين موزعون حاليا على مستشفيات قفصة وأم العرائس وصفاقس والمتلوي وهذا الأخير يعمل حاليا دون إطار طبي وشبه طبي كاف حيث يوجد فقط طبيب واحد وممرض فيما عدد الجرحى كبير بلغ حوالي 100 جريح». وأشار الى أن الاطار الطبي وشبه الطبي تغيّب عن العمل بسبب الخوف من الاعتداءات العشوائية من جهة وبسبب صعوبات النقل التي فرضها تردّي الوضع الأمني من جهة أخرى». وقال: «لقد وضعنا سيارات إسعاف لنقل المصابين رغم ما حدث للسائق الذي تمّ قتله والتنكيل بجثته». عروشية إطار طبّي لم يستطع الذهاب الى المستشفى بسبب تهديدات من «العرش» الموازي الذين اعتبروه منحازا لعلاج أبناء عرشه. والتهديد طال كذلك عائلته فقرّر عدم المخاطرة بحياتهم بينما ضميره المهني يؤكد عليه بضرورة الذهاب وتحمّل النتائج. ودخل في دوامة الصراع النفسي اللامتناهية فاللعنة على «العروشية» التي حالت دون إنقاذ حياة الأشخاص. نفس المصادر أكدا أنه تمّ تسجيل 11 وفاة وحوالي 150 جريحا منذ يوم الخميس الماضي فيما مستشفى المتلوي يعمل على قدم وساق طيلة أربعة أيام متتالية بينما الأدوية غير كافية والتجهيزات كذلك ونقص في عدد الطاقم الطبي. معتصمون قال السيد فوزي النجراوي ناظر المستشفى إنه يعمل فقط هو والطبيب ومجموعة من المعتصمين من خرّيجي مدرسة الصحة الذين فكّوا الاعتصام والتحقوا بالمستشفى للعمل التطوعي. وأفاد أنه يقوم حاليا بمهمة ناظر وممرض في نفس الوقت نظرا للنقص الكبير للاطار الطبي وشبه الطبي. وذكر أن عدد القتلى بمستشفى المتلوّي بلغ ثلاثة منهم الزميل علي كلثوم سائق سيارة الاسعاف الذي تمّ قتله وهو بصدد التوجّه نحو «قابلة» لمساعدة امرأة على الولادة. وأوضح أنه تعرض لأبشع طرق القتل حيث انهالوا عليه بالخناجر و«الشاڤور» على رأسه وتمّ اقتلاع عينيه ومنع جميع محاولات انقاذه حدّ قتل اثنين منهم بالرصاص. المرحوم علي كلثوم متزوج وله بنتان ذهب ضحية «العروشية» وهو بصدد أداء الواجب. وأفاد ناظر المستشفى أن عددا كبيرا من الشبان من خرّيجي مدرسة الصحة تحولوا منذ بداية الأحداث من معتصمين الى متطوعين ومنهم محمد رحّال وحسام براهمي حيث أفاد كل منهما أن أملهم الوحيد كان العمل ومساعدة المرضى ولما توفّرت الفرصة استجابوا لنداء الواجب. وتمنّى كل منهما الإدماج للحدّ من مشكل البطالة الخانقة والمساهمة في تعزيز الطاقم الطبي وشبه الطبي الذي يشكو النقص.