مع نهاية السنة الدراسية تختلف وتتنوع احتفالات التلاميذ باختتام الموسم الدراسي ومن بين أشكال هذه الاحتفالات تنظيم رحلات بمشاركة التلاميذ. وهو ما اختاره تلاميذ أحد معاهد مدنين الذين قرروا الخروج في رحلة إلى جزيرة جربة ومنها الاتجاه في جولة بحرية لقضاء يوم الأحد 5جوان 2011 بجزيرة رأس الرمل القريبة من ميناء مارينا بمدينة حومة السوق .هكذا كان البرنامج الذي تم تسطيره من التلاميذ ومن بينهم التلميذ ياسين مباركي البالغ من العمر حوالي 18 سنة. ياسين خرج مع أصدقائه في تلك الرحلة من مدنين إلى جربة , ياسين شارك أصدقاءه الغناء والرقص والهتاف على متن الحافلة التي نقلتهم إلى جربة. ياسين شارك كذلك في رحلة الذهاب إلى جزيرة رأس الرمل وشارك في الأجواء الاحتفالية الكبرى على متن المركب الذي حملهم إلى تلك الجزيرة لقضاء اليوم بتلك الجزيرة. لكن ذلك لم ينته كما كان يتمنى ياسين وأصدقاؤه. فهذه الرحلة الترفيهية انتهت بكابوس وتلك الأفراح والاحتفالات والرقصات والأغاني التي رافقت رحلة الذهاب إلى جزيرة رأس الرمل تحولت إلى بكاء وخوف وهلع اثر العودة من هذه الرحلة. هذه الرحلة التي كان ينتظر أن تتواصل إلى الساعة الرابعة بعد الزوال انتهت في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا أي بعد حوالي ثلاث ساعات من انطلاقها. وسبب كل ذلك هو غرق ياسين. فحسب المعلومات التي تحصلت عليها «الشروق» من شهود عيان , فإن المركب الذي كان يقل التلاميذ من أصدقاء وزملاء ياسين أرسى بجزيرة رأس الرمل في حدود الساعة العاشرة من صباح يوم الأحد الفارط 5 جوان 2011 لينزل التلاميذ وينطلقون في أجواء من المرح واللعب والسباحة خاصة أن الطقس كان حارا. وكان العديد من الذين يجيدون السباحة يقومون بالقفز والارتماء من فوق المراكب ومن المرافئ ليعيدون عمليات القفز العديد من المرات وهو ما شد انتباه ياسين الذي أراد هو الآخر القفز والارتماء مثل البقية لكن لم يدرك ياسين أن ذلك المكان الذي تتم فيه عمليات القفز والارتماء هو مكان شديد العمق وفيه التيار قويا في حين ان ياسين وحسب ما ذكره أحد أصدقائه لا يجيد السباحة. قفز ياسين من أعلى المرفإ وارتمى في البحر لكنه اختفى في أعماق البحر ولم يظهر إلى حدود صباح يوم أول أمس الاثنين. ورغم عديد المحاولات للبحث عنه طوال يوم الأحد من قبل الحرس البحري والحماية المدنية والعديد من المتطوعين فلم يوجد أي أثر لياسين. اختفى ياسين في البحر وخلف وراءه الحزن واللوعة والحسرة في قلوب اهله وأصحابه وكل الذين كانوا متواجدين خلال الحادثة. هذه الحادثة التي تركت العديد من التساؤلات لعل أهمها غياب التأطير والتنظيم للرحلات المدرسية وكذلك غياب ظروف الحماية بجزيرة رأس الرمل التي تستقبل يوميا خلال فصل الصيف ما يزيد عن الألف شخص دون توفير الحماية الكافية في حين أن الأطراف المنظمة للرحلات البحرية تجني الكثير من الأرباح. هي كلها تساؤلات تحتاج الى إجابات ربما تشفي الغليل وتهدئ عائلة المفقود ياسين .