بخطى ثابتة عاد اتحاد المنستير إلى الرابطة المحترفة الأولى والأمل يسكن أحباءه بأن يستقر هذا الفريق العريق في مكانه الطبيعي بعد أن تذوّق المرّ وشعر بالظلم في «العهد السابق»... قبل عام وشهر من الآن كان الاتحاد المنستيري يصارع من أجل ضمان البقاء بالرابطة المحترفة الأولى ولم يكن قبل جولتين من نهاية بطولة الموسم الماضي في وضعية أسوأ من غيره بل كان وضعه أفضل من قوافل قفصة ومستقبل القصرين وأمل حمام سوسة وكان يكفيه تحقيق انتصار واحد ليضمن لنفسه البقاء مهما كانت نتائج بقية الفرق بل إنه كان يحتاج لتعادلين وكان عليه أن يجمعهما من تنقلين حاسمين أمام النجم والنادي الصفاقسي وأتيحت له فرصة النجاة قبل دقيقة واحدة من نهاية لقائه مع النجم حين تحصل على ركلة جزاء سارع بتنفيذها عبد المجيد بن بلقاسم المحسوب على الفريق المنافس والذي كانت علاقته متوترة جدا مع أحباء الاتحاد ليرمي بالكرة بين أيدي حارس مرمى النجم أيمن البلوبولي ليصاب زملاؤه بصدمة حادة جعلتهم يقفون مشدوهين أمام رد فعل أبناء النجم الذين اختطفوا هدف الانتصار في الوقت البديل ووقتها لم يبق لهم إلا تحقيق الانتصار أمام النادي الصفاقسي الذي كان منشغلا بلقاء الدور النهائي لكأس تونس في كرة القدم. إلا أن أبناء الاتحاد لم يلعبوا لإنقاذ أنفسهم بل تركوا هذا الأمر لغيرهم فلم يدر بخلدهم أن الترجي البطل وملاحقه النجم الساحلي سينهزمان بالمنزه والأولمبي بسوسة أمام أمل حمام سوسة ومستقبل القصرين حتى أن الاتحاد كان يعتقد بأنه حتى لو ينهزم فلن يسقط وتجدد سيناريو سوسة وأهدر باسم النفطي ضربة جزاء كانت كافية لإنقاذ الفريق من النزول. وثأر لنفسه الدرس القاسي الذي تلقاه الاتحاد في أعقاب الموسم الماضي بوجوب الاعتماد على النفس جعله يعيد ترتيب البيت فجاءت هيئة جديدة برئاسة السيد الهادي البنزرتي الذي تحمل مثل هذه المسؤولية في مناسبتين في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات فتعاقد مع المدرب جلال القادري الخبير بشؤون بطولة الرابطة المحترفة الثانية وانتدب عددا من اللاعبين الذين قدموا الإضافة فعاد علي بن عبد القادر ومحمد أمين عمامي وقيس مخلوف وفرج البنوني وجاء حمزة السلامي والهادي بوخريص وأحمد العيادي وبقى هشام الزهاني وموتونا بوكنغ وفهمي بن رمضان وكانوتي ونزار بوقراعة ومحمد الصغير نصري ومحمد خليف بوزقرو وبسام السخيري ولم تكن الانطلاقة واعدة حيث انهزم الفريق في عقر داره أمام النجم الخلادي فأطلق الأحباء صيحة فزع وأشعلت الهيئة المديرة الأضواء الحمراء أمام المدرب جلال القادري الذي سارع بإصلاح الأوضاع فجاءت الانتصارات إلا أن الفريق سجل تراجعا مخيفا في الجولات الثلاثة الأخيرة لمرحلة الذهاب ليفيض الكأس بعد لقاء الجولة الأولى للإياب فتمت إقالة المدرب جلال القادري وعوض بزميله فيصل الزيلي مدرب الآمال فحقق الطموحات والآمال ومكن الفريق من الصعود قبل نهاية البطولة ب3 جولات. في خدمته يبدو أن الحظ لعب في مرحلة الإياب لفائدة الاتحاد فكلما انتصر أبناء المنستير إلا وتعثرت الفرق الملاحقة بالتعادل أو الهزيمة وهذا ما يسر له مهمته فحتى لو انهزم أمام هلال مساكن في لقاء مساء الأحد الماضي فإنه كان سيحتفل بالصعود لأن أصحاب المراتب التي بقيت تطمح في تحقيق الصعود والمنافسة انهزمت كلها وهي: جمعية جربة والملعب القابسي وجريدة توزر والأهلي الماطري. مسيرة موفقة لعب الاتحاد إلى حدود الجولة 23 11 مباراة بميدانه و12 خارجه حقق خلالها 12 انتصارا و9 تعادلات ومني بهزيمتين فحسب أمام النجم الخلادي في الجولة الافتتاحية في المنستير وجريدة توزر للمستقبل بتوزر في الجولة 21 وجمع بذلك 45 نقطة. الحصاد في المنستير لعب 11 مباراة فاز في 8 منها وتعادل في مناسبتين وانهزم في لقاء واحد سجل 20 هدفا وقبل 11. خارج المنستير لعب 12 مباراة انتصر في 4 مباريات وتعادل في 7 وانهزم في مباراة واحدة سجل 13 هدفا وقبلت شباكه 7 أهداف وجمع 19 نقطة مقابل 26 بميدانه.