أفادت مصادر إخبارية بأن معارك بالاسلحة الثقيلة دارت صباح أمس في السهل الممتد بين جبال البربر التي يسيطر عليها الثوار وطرابلس معقل النظام الواقعة على بعد حوالي خمسين كلم من ذلك الموقع، فيما أعلن الثوار عن تفاؤلهم وانتظارهم لعرض من القذافي ينهي القتال. وذكرت وكالة «فرانس برس» ان قصفا عنيفا بصواريخ غراد واطلاق نار كثيف بالاسلحة الرشاشة الثقيلة سمع من يفرن على بعد 15 كلم شمالا. ضاق الخناق وأفاد أحد رجال الاسعاف انه تم نقل جريح من الجبهة الى مستشفى يفرن «فيما ينتظر اخرون في السهل». وقال الثوار ان المعارك تجري في بئر الغانم شمال بئر عياد الواقعة على طريق العاصمة ويسيطر عليها الثوار منذ ثلاثة اسابيع. ووسّع الثوار سيطرتهم على جبال البربر عبر بسط سيطرتهم الاسبوع الماضي على المنطقة بين الزنتان ويفرن على بعد 80 كلم جنوبطرابلس. وفي غضون ذلك أعلن الثوار الليبيون أنهم يتوقعون تلقي عرضا في وقت قريب جدا من القذافي ينهي أربعة أشهر من الصراع في ليبيا بينهم وبين النظام. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الانتقالي الليبي قوله «ان الوسطاء في الأزمة الليبية أشاروا الى أن مقترحا في هذا الشأن يجري العمل عليه حاليا». وأضاف أن الثوار تركوا دائما مجالا للقذافي للخروج وانهاء الأزمة قائلا ان القذافي بات غير قادر على التنفس في اشارة منه الى الضغوط العسكرية والسياسية التي يتعرض لها. رحيل القذافي وشدد غوقة على أن المجلس الانتقالي يرغب في أن يتضمن أي عرض لحل الأزمة رحيل القذافي وعائلته من السلطة في ليبيا ومن الحياة السياسية . ونفى عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الانتقالي الليبي وجود أي اتصال مباشر بين المجلس والنظام وقال ان العقيد الليبي طلب وساطة فرنساوجنوب افريقيا في حل الأزمة وان جهات اتصال في البلدين أكدوا أن القذافي يعدّ لمقترح لوقف حمام الدم في ليبيا. ومن جهته أكد جمعة القماطي منسق المجلس في لندن أن الثوار لن يقبلوا بأي اتفاق لا يتضمن تنحي القذافي عن السلطة. ونقل راديو«سوا» الامريكي عن القماطي قوله: «ان هذا العرض لم يقدم رسميا من قبل القذافي. يجب أن ننتظر حتى يتقدم به رسميا ثم ننظر فيه مع التأكيد أننا لن نتنازل عن طلب تنحي القذافي وأبنائه نهائيا عن السلطة في ليبيا». ورأى جمعة القماطي منسق المجلس الانتقالي في لندن أن العرض المتوقع من القذافي ليس جديا ولن يكون رسميا معتبرا انه مناورة يلجأ اليها القذافي لوقف عمليات «الناتو». وأضاف أن «الكرة في ملعب القذافي، اما ينكر تقديم الفكرة أو يقدمها رسميا» وتوقع القماطي عدم قيامه بتقديم أي مقترحات رسمية. وفي هذا الاطار، قال ابراهيم صهد الأمين العام للجبهة الوطنية لانقاذ ليبيا ان المطلب الأساسي لليبيين هو تنحي القذافي عن السلطة، قبل اجراء أي حوار مع حكومة طرابلس.