تحولت الحياة في منطقة برج حفيظ وتحديدا بأحياء «طريق الشنوة» و«دوار الشارع» و«أولاد عبد الله» وهي مناطق تابعة ترابيا لمعتمدية بوعرقوب من ولاية نابل الى معاناة. ولعل أهم العناصر التي جعلت العيش في المنطقة أشبه ما يكون بالعيش في قلب الصحراء هو التمادي في الانتهاكات البيئية والاستمرار في الالتفاف على الاجراءات والتراتيب القانونية التي تنظم قطاع المقاطع الرملية. فمقاطع الرمال التي تحيط بمنطقة برج حفيظ من كل جانب و«تخنقها» من كل ناحية تقدمت أكثر مما يجب أن تتقدم واتسعت رقعتها فضيقت على الأهالي ما كان فسيحا وكدرت عيشهم بما تكرههم على استقباله في بيوتهم من أغبرة تتطاير على مدار ساعات النهار والليل معا . وبفعل هذه الأغبرة المتطايرة فقدت المزارع المحيطة بالمنطقة خضرتها وأصبحت كل المغروسات بيضاء وبات سكان طريق الشنوة وأولاد عبد الله ودوار الشارع يرقدون على استنشاق الغبار ويستيقظون عليه ويأكلونه في طعامهم. وهذا ما دفع الأهالي خلال الأيام القليلة الماضية الى القيام بوقفة احتجاجية قطعوا على اثرها الطريق المؤدية الى مقاطع الرمال ومنعوا الشاحنات من المرور. ورغم تدخل السلط المحلية والجهوية وأصحاب المقاطع ووعدهم الأهالي بايجاد حلول جذرية لأوضاعهم الاجتماعية والبيئية والصحية فان الأمر بقي على حاله ولا مجيب.