أي ليلة تاريخية عاشتها تاج الدخلة ببني خلاّد ليلة تفجّر فيها الفرح وخرجت المدينة بطُمّ طميمها لتعيش على وقع صعود النجم الخلادي إلى الرابطة الأولى في موسم استثنائي. الفرحة كانت أيضا استثنائية كيف لا وقد أضاءت الشماريخ سماء المدينة وتنافست الفرق الموسيقية في أداء المعزوفات الفنية احتفالا بالإنجاز الذي أحرزته مجموعة لطفي القادري... مظاهر الفرح انطلقت قبل بداية المباراة فقد علّقت الأعلام العملاقة وسط المدينة وتفاءل الأحباء والمسؤولون خيرا بنتيجة مباراة جندوبة. 95 دقيقة مخاض الصعود عاش أحباء النجم الخلادي أوقاتا صعبة فالآذان كانت مركزة على جهاز المذياع والعيون شاخصة نحو التلفاز تتابع الدربي وعندما دخل اللقاء وقته البديل ساد الاعتقاد أن الصعود اختار التأجيل ليوم الأربعاء لكن بقدر ما كان المخاض عسيرا والانتظار قاسيا بقدر ما كانت النهاية سعيدة فالدقيقة 95 حاسمة بصمها المدافع وليد بن محمد الذي كان بطل المباراتين الأخيرتين بإحراز ثلاثة أهداف من 3 كرات ثابتة. موكب الفرح والوصول عند منتصف الليل منذ الإعلان عن نهاية اللقاء تجمعت أعداد هائلة من الأحباء في الشوارع الرئيسية والأحياء الشعبية رافعين الأعلام ثم تجمعوا في سيارات انطلقت في موكب جماعي إلى برج السدرية نقطة الالتقاء وانتظار حافلة النجم الخلادي وكان وصولها عند العاشرة ليلا لكن عملية الوصول إلى المدينة طالت كثيرا ولم يصل طابور السيارات والحافلة إلا في حدود منتصف الليل و15 دقيقة. لوحات لا تنسى ما إن وصلت حافلة النجم الخلادي حتى أضاءت الشماريخ سماء بني خلاد وانطلقت سنفونية الألعاب النارية والأهازيج الرياضية على وقع العزف الموسيقي ورفع رئيس النادي سعيد بوجبل على الأعناق وكذا الأمر للمدرب لطفي القادري وبعض اللاعبين والرئيس السابق فتحي بوجبل وأمام مقرّ شركة النقل اجتمع الآلاف من الأحباء والموطنين وتواصلت الاحتفالات إلى حدود الواحدة والنصف. حضور لافت للرؤساء القدامى إلى جانب الأحباء وكل شرائح متساكني بني خلاد رصدت «الشروق» حضور كل رؤساء العشريتين الأخيرتين من لسعد بوجبل الذي صعد مع الفريق لأول مرة سنة 1993 وفتحي بوجبل الذي ضمن بقاء الفريق في الوطني الممتاز موسم 20042005 ونبيل البادري الصاعد مع النجم الخلادي موسم 2003 والمهدي شاشية الذي ترأس الجمعية موسم 20062007. ولم يغب عن الاحتفال سوى الجديدي يونس الذي صعد بالفريق في المرة الثانية موسم 19971998. السحباني بطل الذهاب لاعبان طبعا الموسم الحالي من حيث الأهداف الأول هو أنور السحباني الذي سجل 8 أهداف وكان وراء أخطر هجومات النجم الخلادي وتميّز بمهارات كبيرة خاصة في الذهاب أما نجم الجولات الأخيرة فهو وليد بن محمد الذي سجل 5 أهداف منها 3 كرات ثابتة في الجولتين الأخيرتين كما سجّل للنجم الخلادي ناجح حمادي 5 أهداف أكثرها أهمية في مرمى الملعب القابسي بقابس وأحرز نبيل بن سعيد 3 أهداف وهدفان لمروان بن عمر وخالد بن شعبان وفرج ساسي وخميس بوغنية وهدف وحيد لوليد بوزرّاع وأنيس الطرابلسي والشاذلي الشعار ومحمد أمير الهمامي وحسين الرزقي. موسم شاق ومسيرة ناجحة مسيرة الصعود دامت قرابة عام كامل بين التحضيرات التي انطلقت في شهر جويلية وحسم الصعود يوم 26 جوان وعلى غرار الصعود الثالث فالارتقاء للرابطة الأولى تم في جولتين قبل نهاية البطولة وقد لعب أبناء لطفي القادري إلى غاية أول أمس 24 مباراة انتصروا في 12 لقاء وتعادلوا في 7 مباريات وخسروا 5 وسجل الفريق 32 هدفا وقبل 25 هدفا. قالوا عن الصعود: سعيد بوجبل (رئيس الجمعية) أنا سعيد للغاية بهذا الإنجاز الذي جمع أغلب سكان المدينة في احتفال تاريخي أعتبره احتفال بالثورة وبالديمقراطية وهو ما أعطى لهذا الصعود الرابع نكهة خاصة.. أعتبر هذا الصعود شرف لبني خلاد وللجهة ككل وهو نجاح للهيئة المديرة وللهدف الذي رسمناه وكنت صرّحت به لجريدتكم عندما قلت إن الموسم الأول للإنقاذ والثاني للبناء والثالث للصعود الذي أهديه لجمهور «لسبيكا» ولأرواح الذين أحبوا الفريق وغادرونا ومنهم أذكر رئيسي النادي السابقين الهادي بوجبل وكمال بوجبل والكاتب العام محمد الديماسي والجديدي نويرة وجميل الدامرجي وروح الوالدة التي كانت تشجعني على القيام بهذا الواجب التطوعي وسنسعى لترسيخ قدم الفريق في الرابطة الأولى من خلال تعزيز الفريق باللاعبين وإثراء الهيئة بإطارات وكفاءات في التسيير والتمويل كالصديق نورالدين الهرقام والحاج سهيل زعينين والباب مفتوح للعمل والأمل على درب النجاح معولين على الجمهور ودعم ومساندة الميسورين والمساندين والرؤساء القدامى. سامي مامي (النائب الأول لرئيس النادي) تتويج وصعود مستحق بعد موسم صعب وشاق ماديا وذهنيا كانت هناك فترات زاهية وأخرى عسيرة لكننا تجاوزنا الصعوبات وبعض الهزات بكثير من الصبر والإصرار على النجاح وكان لنا ذلك وجنينا ثمار الاستمرارية على المستوى الإداري ونجاح الاختيارات إجمالا لكن القادم أصعب ولا بد من جهد مضاعف مرات ومرات لترسيخ بقائنا بالرابطة الأولى. نور الدين الهرقام (محب) عشت أكبر احتفال محلي ترجم تعلّق الأحباء بناديهم وبكرة القدم متنفس شباب المدينة الصعود هو ثمرة تظافر الجهود سعيد بوجبل الذي تبنى الفريق ووفر له كل الظروف والهيئة التي سهرت على التأطير والمتابعة واللاعبون الذين اجتهدوا والجمهور الذي ساند.. لكن الموسم القادم يحتاج لمجهودات وتضحيات استثنائية وشخصيا مستعد لأكون إلى جانب صديقي سعيد بوجبل على درب بناء فريق يشرف هذه المدينة الصغيرة التي صنع أبناؤها الحدث. لسعد بوجبل (رئيس سابق) عشت الصعود الأول كرئيس جمعية وكانت نكهة الإنجاز خاصة واليوم أعيش الصعود الرابع مع شقيقي سعيد ودائما بنكهة خاصة هي لحظات تاريخية بعد ثورة تاريخية والأهم أن نستثمر الصعود لتطوير الجمعية بنية أساسية وقاعدة شبابية وموارد مالية على نهج تأسيس عادات كروية ذات بصمات نوعية. فتحي بوجبل (رئيس سابق) الصعود يؤكد أن كل الأطراف قامت بواجبها وتخلصت من هفوات الموسم الماضي وعملت بجدية وتضامن وبعد هذا الصعود الرابع آن الأوان لوضع لبنات صلبة لبقاء دون رجعة أساسه تخطيط سليم ومتبصر على المدى القصير والمتوسط والبعيد. لطفي القادري (مدرب الفريق) كنت تحدثت عن الصعود بثقة كبيرة منذ انتصارنا على جندوبة في الجولة 11 ورغم الصعوبات التي عشناها بسبب تداعيات الراحة الطويلة فقد صمدنا وحافظنا على روح الفريق وإصراره وكسبنا الرهان الذي هو ثمار عمل جماعي ونفس طويل. الحارس سامي هلال أكدنا جدارتنا بالصعود من خلال مسيرة ثابتة ومنتظمة رغم بعض ا لهزات والصعوبات في مرحلة الإياب الناتجة عن مخلفات الراحة وتقطع النسق واشتداد المنافسة سواء على الصعود أو النزول لكن الكرة أنصفتنا وتفادينا خيبة الموسم الماضي.
