سعت بعض الأحزاب السياسية في الآونة الأخيرة الى استقطاب التلاميذ المتفوقين في دراستهم قصد تكريمهم والاحتفاء بهم، لكن البعض رأى في هذا التوجه محاولة من هذه الأحزاب لتحقيق مكاسب سياسية بالأساس. وقالت وزارة التربية في بلاغ لها انها تلقّت خلال الأيام الأخيرة مجموعة من المراسلات الصادرة عن بعض الأحزاب الراغبة في مدّها بمعطيات تتعلق بالتلاميذ المتفوقين في مختلف الامتحانات الوطنية سعيا منها الى تنظيم احتفالات لتكريمهم. وتعقيبا على هذه المراسلات قالت الوزارة انه من منطلق حرصها على المحافظة على حيادها السياسي كإدارة عمومية مؤتمنة على الشأن التربوي، تؤكد أن الاحتفاء بالتلاميذ المتفوقين وتكريمهم يمثل تقليدا تربويا عريقا ينتظم سنويا في إطار الاحتفال بيوم العلم على المستويين الوطني والجهوي وهو تقليد تحرص الوزارة على المحافظة على طابعه التربوي البحت بعيدا عن كل أشكال العمل الحزبي أو التوظيف السياسي. وردّا على ما جاء في بلاغ وزارة التربية قال عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي عصام الشابي ان حزبه لم يتقدم بأي مراسلة للوزارة حول هذا الموضوع لكنه لا يمانع في أن تقوم بعض الأحزاب بمثل هذه المبادرات، معتبرا أن تكريم المتفوقين ربما يندرج في اطار العمل الجمعياتي أكثر منه في العمل السياسي، وهي ظاهرة جديدة لا نرى فيها ضررا ولا تسييسا للمعاهد التي من المفروض أن تبقى خارج حلبة الصراعات السياسية، وهي أيضا ظاهرة ربما تعكس ضعف الدولة في هذه المرحلة حيث تسعى الأحزاب الى سدّ الفراغ الذي تتركه مؤسسات الدولة. أما القيادي في حركة «النهضة» العجمي الوريمي فأكد أنه لا مانع في أن تعمل الأحزاب على اطلاق مبادرات هذا الاتجاه وقال ان هذه الأنشطة لا تتطلب إذنا مسبقا من أي جهة إلا بالاعلان عن الجوانب الترتيبية والتنظيمية. وقال الوريمي ان أي توظيف سياسي لأي حدث ليست له صبغة سياسية هو غير مقبول من حيث المبدإ، متسائلا «إذا كانت الأحزاب السياسية قد وضعت رؤية للتعليم ومناهج التعليم ما المانع في أن تتفاعل إيجابيا مع التلاميذ المتفوقين»؟ وأشار الوريمي الى أن الحزب الحاكم سابقا كان يفعل ذلك وأيضا دأب الاتحاد العام التونسي للشغل على تكريم أبناء النقابيين وهذا عمل محمود ولم يصدر عنه أي احتجاج. وأضاف الوريمي «نحن إذن مع هذا التوجه ولكن نقول لا للدعاية الحزبية ولا للتعبئة الحزبية ومحاولات التأثير».