استمر امس الوضع في العراق مشتعلا اذ سقط عشرات الشهداء والجرحى في معارك ضارية وغارات امريكية على مدينة الصدر كما تجددت المواجهات بين المقاومة وقوات الاحتلال في قلب بغداد التي شهدت في الوقت ذاته مزيدا من الهجمات بالسيارات المفخخة على الامريكين واجهزة الامنالعراقية.. وفي هجمات المقاومة الجديدة، قتل وجرح المزيد من الجنود الامريكيين بينما اسقطت مروحية هجومية امريكية قرب الناصرية جنوبيالعراق. وكانت القوات الامريكية قد بدأت منذ مساء اول امس عدوانا جويا وبريا كبيرا على مدينة الصدر، الحي الشيعي مترامي الاطراف الواقع في اطراف بغداد الشرقية والذي يسكنه مليونا شخص تقريبا. حريق العراق.. ووصف نقيم الكعبي مساعد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر هذا العدوان بالأعنف منذ الغزو الامريكي في ربيع 2003 . وقاوم مقاتلو جيش المهدي بضراوة الاجتياح الذي نفذته اكثر من 24 دبابة وآلية امريكية والذي تركز في القطاع الغربي من الحي. وجابه المقاتلون تقدم الآليات الامريكية بالقاذفات الصاروخية ومدفعية الهاون والرشاشات المتوسطة وكذلك العبوات الناسفة. وأكدت مصادر من جيش المهدي ان المدافعين عن الحي دمّروا عدة آليات اثناء تصديهم للاجتياح. وسقط خلال المواجهات على الارض واثناء الغارات الامريكية التي اشتركت فيها المقاتلات والمروحيات الهجومية، 22 شهيدا على الاقل وحوالي 150 جريحا معظمهم من المدنيين وبينهم عديد السيدات والاطفال. وشن جيش الاحتلال الامريكي هذا العدوان الجديد بدعوى «تطهير» الحي من المسلحين لإعادة إعمار البنى التحتية. وفي شارع حيفا بقلب بغداد، اشتبك امس المقاومون المتحصنون في الازقة الضيقة على مدى عدة ساعات مع وحدات امريكية مدعومة بالآليات الثقيلة والمروحيات. وكان شارع حيفا الذي يعتبر واحدا من اهم معاقل المقاومة في العاصمة العراقية قد شهد قبل 10 ايام مواجهات كبيرة بين المقاومين وقوات امريكية مدعومة بوحدات عراقية. قتلى وجرحى امريكان واسقاط مروحية وفي بغداد واصلت امس المقاومة ضرب القوافل العسكرية الامريكية والوحدات الامنية العراقية بالسيارات المفخخة. وفجّر مقاومون سيارة مفخخة امس لدى مرور دورية امريكية في حي المنصور في القسم الغربي في بغداد مما اسفر عن تدمير عربتي «همفي» وانقلاب ناقلة جند بفعل قوة الانفجار. وكان من الواضح ان عددا من الجنود الامريكيين سقطوا في هذا الانفجار بين قتيل وجريح وهو ما يفسر قيام القوات الامريكية باغلاق المنطقة بالكامل واستدعاء سيارات الاسعاف العسكرية فيما صعد قناصة على سطوح المنازل القريبة من موقع الهجوم. وانفجرت السيارة تحديدا على مقربة من نادي الصيد الذي يضم جانب منه مكاتب لحزب احمد الجلبي. ولم يكن هناك اي شخص داخل السيارة لحظة انفجارها وفق تأكيد ضابط من الشرطة العراقية. وفي شارع الربيع التجاري غربي بغداد ايضا فجر امس رجل سيارة مفخخة كان يقودها مستهدفا عشرات العراقيين الذين كانوا مصطفين لتقديم طلبات انضمام الى اجهزة الامن التابعة لحكومة إياد علاوي. واستهدف الهجوم بالتحديد مركزا للتجنيد يقع داخل مركب تجاري وادى ايضا الى تدمير عدد كبير من السيارات كما الحق اضرار فادحة بمحلات تجارية وبنايات قريبة. والى الشمال من بغداد تعرضت امس القوات الامريكية لمزيد من الضربات حيث قتل جنديان امريكيان في هجومين منفصلين في تكريت والموصل وفق ما جاء في بيانين للجيش الامريكي امس. وعلى مقربة من مدينة الناصرية جنوبي العراق تحطمت مساء اول امس مروحية امريكية من نوع «بلاك هوك» اثر اصابتها على الارجح بنيران مقاومين عراقيين. وقال امس متحدث امريكي ان المروحية هبطت بشكل «اضطراري» بعد قليل من اقلاعها من قاعده «الطليل» مشيرا الى انها اصيبت باضرار فادحة والى انه يتم التحقيق في سبب الحادث وحسب المتحدث ذاته فقد جرح 3 من افراد طاقمها. وفي مناسبات كثيرة كان الجيش الامريكي يدعي هبوط مروحياته (التي تسقطها نيران المقاومة) بشكل اضطراري لكن يتبين لاحقا انها اسقطت بقذيفة او صاروخ..