في ظلّ الأجواء المُتعفّنة التي تعيشها الكرة التونسية قد تُشكّل المُغامرة العالمية للمنتخب الوطني في روسيا أفضل تعويض للجماهير التونسية التي انصبّ إهتمامها تدريجيا بتحضيرات «النسور» خاصّة مع بدء العدّ التنازلي لرحلة «موسكو». وتتواصل إستعدادات الفريق الوطني لهذه التّظاهرة الكروية الضّخمة وسط تفاؤل كبير وذلك لإقتناع الجيل الحالي بأنّه يستطيع الإقلاع وتحقيق أحلام التونسيين شرط التخلّص من الإنهزامية التي تُلازمنا في النهائيات المونديالية مع تكذيب «النجومية» وهي «السلاح» الأبرز لمنافسي تونس في الجولتين الأولى والثانية والكلام طبعا عن إنقلترا وبلجيكا. في الإنتظار تأخّر وصول بعض اللاعبين ليتأجّل بذلك إكتمال النّصاب إلى الساعات القليلة القادمة. ومازال المنتخب ينتظر إلتحاق الخزري وبرون والسخيري بالمجموعة التي تستعدّ بين الحمامات والعاصمة تمهيدا للسفر إلى البرتغال يوم 25 ماي بمناسبة اللّقاء الودي المُرتقب أمام أصحاب الأرض يوم 28 من الشّهر ذاته. «تُوب» مازالت أسهم مُحترفنا في «ران» وهبي الخزري في إرتفاع مستمرّ بعد أن حجز القائد الجديد ل «االنسور» وحامل آماله في المُونديال الروسي المركز السابع ضمن أفضل «الكوارجية» في البطولة الفرنسية أثناء موسم 2017 / 2018. وقد يكون من الصعب على «ران» الإحتفاظ ب»جوهرتنا الكروية» لفترة إضافية في ظل تهافت عدة جمعيات أوروبية وحتّى صينية على الظفر بتوقيعه وتتصدّر مرسيليا لائحة المُهتمين ب»إصطياد» قائد المنتخب والمنتقل إلى «ران» في شكل إعارة من «ساندرلاند». وفي سياق متّصل بتألق «نجوم» المنتخب في «بلد الأنوار» وقع ترسيم ظهيرنا الأيسر الناشط في «ديجون» أسامة الحدادي ضمن التشكيلة المثالية الخاصّة بمنافسات الجولة الختامية من الدوري الفرنسي. «فْلوب» هذه التتويجات الشرفية التي نالها الخزري والحدادي من شأنها أن تجعل معنويات عناصرنا الدولية في السماء قبل فترة وجيزة من الرحلة الروسية. والأمل كلّه أن تتدارك بقية الأقدام التونسية «المُحترفة» في الدوريات الأجنبية ما فات وتسترجع توهّجها في أقرب الآجال كما هو الحال بالنسبة إلى مدافعنا الناشط في مرسيليا أيمن عبد النور. أيمن وَقع منحه علامة «فلوب» وتمّ إدراجه ضمن اللاعبين العشرة الأسوأ في الدوري الفرنسي ومن الواضح أن عبد النور دفع ثمن الإصابات وعدم الإنتظام في مشاركاته مع جمعيته ليجد نفسه في هذه «القائمة الرمادية» وخارج الكأس العالمية ولو أن غيابه عن «النسور» فيه الكثير من النقاش بالنظر إلى المقاييس المُعتمدة لدعوة بدائل أخرى في دفاع المنتخب على غرار بن علوان وبرون والمحسني (عبد النور لعب مثلا أكثر من بن علوان). صراع كبير إختار نبيل معلول إجراء المعسكر الحالي ل «النسور» بقائمة مُوسّعة تتكوّن من 29 لاعبا وهو ما سيساهم نسبيا في إشعال المُنافسة في مراكز معيّنة خاصّة أنّ اللائحة النهائية ستشهد «إقصاء» 6 أسماء. ويُعتبر أحمد العكايشي أحد اللاعبين الذين «سيقاتلون» بشراسة لإقتلاع مقعد في الطائرة المُتجهة إلى روسيا وكان مهاجم إتحاد جدّة قد إستفاد من إصابة الخنيسي وسقوط الحرباوي من حسابات معلول ليعود إلى أجواء المنتخب مثله مثل صابر خليفة الباحث أيضا عن تثبيت اسمه في القائمة الخِتامية للمونديال. وكان معلول قد برّر دعوة العكايشي مقابل تجاهل الحرباوي بالمتطلبات الفنية في تشكيلته التي قد تستثمر من وجهة نظره إمكانات مهاجم الإتحاد في الهجومات المعاكسة والسريعة وذلك على عكس هدّافنا في بلجيكا حمدي الحرباوي الذي يَحذق اللّعب في منطقة الجزاء. هذا طبعا حسب «فلسفة» «الكُوتش» الذي تسبّب قرار إبعاده للحرباوي (سجّل 22 هدفا) في جدل واسع. في البرنامج 25 ماي: السفر إلى البرتغال 28 ماي: مواجهة ودية ضدّ البرتغال (في براغا) 1 جوان: مواجهة ودية ضدّ تركيا (في سويسرا) 2 أو3 جوان: العودة إلى تونس 4 جوان: الإعلان عن القائمة النهائية للمونديال 9 جوان: اختتام التحضيرات بمباراة ودية أمام إسبانيا (في روسيا)