حتى ينجح المسلم في الاقلاع عن الغفلة ويعالج هذا الداء المستحكم عليه معرفة الله تعالى، ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومعرفة دينه وشرعه، قال تعالى {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} (الزمر 9) وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. (رواه البخاري) وذكر الله تعالى على كل حال: فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن النبي قال: مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت. والمواظبة على مجالس الذكر: فهي العلاج الناجع لعلاج غفلة القلوب، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله قال: إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر. (أخرجه الترمذي) مع الحرص على قراءة القرآن: قال خبَّاب بن الأرتِّ رضي الله عنه: تقرّب إلى الله ما استطعت، واعلم أنك لن تتقرب بشيء أحب عليه من كلامه. والدعاء والتضرع إلى الله تعالى: عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعةُ رحم إلا أعطاه بها إحدى ثلاث: إما أن تُعجَّل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يُصرف عنه من السوء مثلها قالوا: إذا نكثر، قال: الله أكثر. (رواه البخاري). كل ذلك مع المحافظة على الصلوات الخمس مع الجماعة: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يكتب من الغافلين. (رواه ابن خزيمة) وكذلك الحرص على قيام الليل: فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين. (رواه أبو داود). والإكثار من ذكر الموت: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكثروا ذكر هادم اللذات، فما ذكره عبد قط وهو في ضيق إلا وَسَّعَهُ عليه، ولا ذكره وهو في سعةٍ إلا ضَيَّقَه عليه. (صحيح ابن حبان).