بندقيات... التهريج أتابع منذ اليوم في رمضان سلسلة بندقيات التي يقدمها لطفي بندقة على شاشة تونسنا. ولطفي بندقة من نجوم الكوميديا في تونس يحمل تجربة طويلة فاقت الثلاثين عاما. ولكن للأسف ظل يراوح نفس المكان محافظا على نفس الأسلوب. ولم يتمكن من تطوير تجربته رغم اجتهاده وانتقاله بين أكثر من إذاعة وتلفزة. وهذه السلسلة مثل أغلب ما يقدم على شاشاتنا الوطنية في رمضان نقطة ضعفها الأساسية هي النص والكتابة. وإذا كانت سلسلة شوفلي حل مثلا نجحت أو نسيبتي العزيزة ففي جزء كبير من هذا النجاح حرفية الكتابة. وهو ما ينقص هذه السلسلة رغم طرافة بعض الأفكار والمواقف. شالوم... دعاية ولكن قضت المحكمة بإيقاف بث سلسلة شالوم المتهمة بالتسويق للتطبيع مع الكيان الصهيوني. ولن أتدخل في حيثيات هذا الحكم أو خفايا إنتاج هذه السلسلة لكن ما لفت انتباهي هو ضعف السلسلة في بنائها السردي. وإذا استثنيت أداء المناضل والسجين السياسي السابق عن حركة العامل التونسي سليم بفون فإن البقية لم يكن لهم أي حضور وفي الحقيقة ليس غريبا هذا الأداء على سليم بفون الذي كانت له صولات وجولات في المسرح الجامعي وفي مسرح الهواية قبل أن تأخذ منه الدنيا ما أخذت وهو خسارة كبيرة للسينما التونسية وعسى أن تفتح له هذه السلسلة بابا جديدا لتنصفه من مظلمة الحياة التي لم تمنحه أي حظ. وقد عاش متعففا زاهدا في الدنيا. باب الخوخة ...الزمن الجميل في غياب انتاج جديد تبث القناة الوطنية الثانية مسلسل باب الخوخة الذي انتجته التلفزة الوطنية قبل عشرين عاما تقريبا هذا المسلسل الذي كتبه علي اللواتي وتم تصويره في مدينة بنزرت جمع بين نجوم التلفزة التونسية في زمنها الجميل عندما لم تكن هناك فضائيات خاصة وكانت التلفزة تكتفي بمسلسلين فقط وأحيانا بمسلسل واحد. أشاهد جميل الجودي وحسن الخلصي وصالح ميلاد رحمهم الله وكمال التواتي وعيسى حراث وصلاح مصدق وليلى الشابي وغيرهم وأترحم على زمن التلفزة التونسية الجميل قبل ظهور القنوات الخاصة التي لم تضف شيئا إلا الابتذال والسطحية وثقافة البوز والتنافس على صفقات الاشهار . لافاج... الرداءة اختارت القناة الوطنية الاولى بث سلسلة «هزلية « في موعد ذروة المشاهدة بعد أذان الإفطار بعنوان اللافاج وهذه السلسلة حاولت في أكثر من حلقة فهم مقصد مخرجها ومؤلفها فلم أنته الى شيء يستحق الذكر. فالواضح أن فريق هذه السلسلة أراد أن يثير بعض الظواهر الجديدة في المجتمع التونسي مثل اقتحام المرأة مهنا كانت حكرا على الرجل مثل غسيل السيارات ولكن المعالجة كانت ضعيفة وسطحية أسقطت السلسلة في الابتذال. والسؤال الذي يطرح كيف وافقت مؤسسة التلفزة على اقتناء عمل بهذا الضعف؟ رحلة في عالم الفلسطينيين رغم أنها لا تحظى بنِسَب مشاهدة كبيرة إلا أن قناة تلفزة تي في تمثل الى حد كبير الاستثناء وسط بؤس الفضائيات التونسية. ومن بين البرامج التي تشد الانتباه الى هذه القناة ريبورتاج قامت به القناة في لبنان بين مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في اللجوء وأغلبهم لم ير فلسطين الا في الصور أو على شاشات الفضائيات العربية او العالمية. إنها محنة انسانية متواصلة منذ سبعين عاما. إن مثل هذه البرامج لا تحقق أي مردود مالي في مستوى الإشهار. لكنها ضرورية من أجل حفظ الذاكرة ودفاعا عن قضية انسانية عادلة.