تعاقب على القصرين بعد الثورة ثمانية ولاة، لم يصمد واحد منهم سنة واحدة ( باستثناء محمد سيدهم الذي ظل على رأس الولاية مدة عامين) ويتم تغييره باستثناء الوالي الحالي سمير بوقديدة الذي قدم استقالته مؤخرا بعد أقل من سنة من تعيينه مفسرا ذلك بأسباب شخصية. مكتب الشروق القصرين وبقطع النظر عن أسباب الإقالات أو الاستقالة حاولت الشروق طرح سؤال لماذا يفشل الولاة في القصرين؟ فمنذ 2010 الى اليوم تم تعيين ثمانية ولاة، سبعة منهم باشروا وواحد تم تعيينه ولم يباشر، فهل المشكل في الشخصية في حد ذاتها خاصة اذا علمنا أن كل الولاة الذين عينوا على رأس القصرين لم يشغلوا هذه الخطة من قبل وانما تمت ترقيتهم اما من خطة معتمد أول أو كاتب عام ولاية أو حتى من قطاعات أخرى على غرار حسن الخديمي الذي يعود الى سلك الحماية المدنية، وآخرون ينتمون الى المؤسسة العسكرية على غرار بشير البدوي، مما جعل البعض يطلق العبارة الشهيرة « يتعلموا في الحجامة في روس اليتامى»، واعتبروا القصرين مجال تربص للولاة الذين تتم نقلتهم فيما بعد إلى ولايات أخرى كبرى وهو ما يفسر عدم نجاح الولاة في الجهة حسب رأي البعض، بينما أرجع جلال علوي هذا الفشل إلى عدة أسباب منها غياب شبه كلي لركائز الدولة فكان بعض الولاة – حسب رأيه - عبارة على وحدات إطفاء وإسعاف لكن بدون آليات وآخرون كانوا بلا سند مركزي وبلا حزام سياسي برغم جديتهم وتفانيهم لكن غياب السند جعلهم كمن يحرث في البحر وآخرون تمتعوا بهذا الدعم الحزبي والبرلماني والحكومي لكن عوض استغلاله لصالح الجهة كان العكس، إضافة لعدم تجاوب السلطة المركزية مع القصرين بالأخص من خلال عدم سدها للشغورات في المناصب السياسية والإدارية بالجهة لاكثر من سنة والنقص الفادح في نسبة التأطير والمختصين والتقنيين بالادارات المحلية والجهوية، وعدم وجود عدد كبير من المؤسسات الفاعلة ، وارتباط جل الادارات بأقاليم خارج الجهة فأصبحت الإدارات بالقصرين بمثابة ساعي بريد او مكتب ضبط لا غير لا سلطة ولا قرار لها – والكلام لجلال - .الشيء الذي اضعف مردود الجميع من ولاة إلى مديرين وغيرهم، كما ان معطى التجاذبات والحسابات وظهور اللوبيات عوض التكتل والوحدة طغى على المشهد ،علاوة على كون الولاة المعينين بالقصرين يقع تخويفهم واعطاؤهم نظرة استباقية عن الوضع العام غالبا ما يكون خاطئا وموجها وما تداخل التجاذبات الحزبية والسياسية كذلك الا طرف في ما وصلنا اليه وعدم تغليب مصلحة القصرين على المصالح الحزبية الا سبب مهم في هذه التغيرات وعدم الاستقرار وارتدادات المشهد السياسي العام ليست الجهة في منأى عنه وتدني مستوى الاتصال والتواصل وغياب المعلومة وحجبها وغياب المقاربات التشاركية كما حصل مع المخطط الخماسي الأخير وعدة مشاريع كبرى وسياسة انا وبعدي الطوفان عجلت برحيل عدة ولاة . العيب فينا من جهته اعتبر ياسين العباسي أن تواتر الولاة بهذه الصفة يوحي بأن المشكل يكمن في أبناء الجهة بدءا من مركز الولاية الذي ينخره الفساد والمحسوبية – حسب تصريحه – علاوة على سيطرة اللوبيات والمليشيات على الإدارات، وكل وال يحاول مقاومة هذا الفساد إلا ويتم استئصاله وتمارس عليه الضغوطات التي تجبره إما على الاستقالة أو يتم طرده، واتهم ياسين عباسي نشطاء من المجتمع المدني أطلق عليهم مصطلح المصلحجية والذين اتهمهم بالتمعش من الولاة بالوقوف وراء تغيير هؤلاء الذين لا يجارون طلباتهم المادية، وأضاف أن الوالي الذي يتجرأ على فتح الملفات يجد نفسه يواجه هجمة شرسة لتشويهه والمطالبة بإقالته. الولاة الذين تعاقبوا على القصرين صلاح الدين العموشي ( لم يباشر) عمر الحاج سليمان (5 أشهر وأطرد) بشير البدوي ( عسكري قرابة العامين) محمد سيدهم ( العامين ) عاطف بوغطاس (عام و8 أشهر ) الشاذلي بوعلاق (عام) حسن الخديمي ( من سلك الحماية المدنية قرابة 10 أشهر) سمير بوقديدة ( استقال من منصبه ،قرابة العام)