مكتب قفصة (الشروق) يقع مقام «سيدي بن سعده»، الّذي يُعتقد أنّه من أولياء الله الصّالحين على هضبة عالية بمعتمديّة سيدي بوبكر من ولاية قفصة وتُجاوره مقبرة وهو بعيد نسبيّا عن السّكان ويتكوّن جامع «سيدي بن سعده» من بناية أرضيّة تعلوها قبّة دائرية فضيّة اللّون وأساطين قبالة الجامع وعلى شماله وتوجد بجواره فسقية لتخزين الماء ويحظى هذا المعمار الفاخر بعناية جليّة للعيان من خلال طراز تصميمه وقبّته وطلائه الأخضر والأبيض. وبجوار بابه كُتبت الآية القرآنيّة : ﴿ألا إنَّ أولياءَ اللّهِ لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون﴾. ويحتفي الأهالي سنويّا بهذا الولي في شهر سبتمبر وتقام له زردة ومهرجان فلكلوريّ يجمع بين الذّكر البدوي والطّبل و»الزُّكرة» والألعاب الفروسيّة فضلا عن سوق تُعرض فيها البضائع المعدّة للاستهلاك واللّباس.وللإشارة فإنّ هذا الجامع لا يُفتح على مدار العام للزّيارة أو التّبرك أو للتّهوئة والتّنظيف إلاّ بمناسبة الزّيارة السّنوية، والسّبب في ذلك أنّ «سيدي بن سعده» لا ينحدر من المنطقة وأنّ أهله لا يزورونه سوى مرّة واحدة سنويّا يُقام خلالها الاحتفال هذا بالإضافة إلى تطوّر الوعي الجمعي وتقلّص الاعتقاد ب»أولياء الله الصّالحين» في صفوف الشّباب خاصّة واقتصارهم على التسوّق والفرجة على الفروسيّة وسماع الذّكر البدوي الّذي يعدّد «كرامات» هؤلاء الأولياء ويصّورهم في صورة ملحميّة خياليّة.