يوجد خط مارث الدفاعي على بعد ثلاثة كيلومترات جنوب مدينة مارث على طول مسار واد» زقزاو» من شط الزارات شرقا الى منطقة توجان غربا . و قد لعب هذا الخط دورا هاما في سير المعارك أثناء الحرب العالمية الثانية بتونس و تحديدا من نوفمبر 1942 الى ماي 12943 ، يرجع بناء هذا الخط إلى ما بين 1936 و موفى جوان 1940 من قبل الجيوش الفرنسية و ذلك من أجل صد هجوم محتمل على البلاد التونسية من طرف القوات الايطالية انطلاقا من الأراضي الليبية التي كانت خاضعة آنذاك للاحتلال الايطالي . يمتد الخط الذي سمي بخط «ماجينو الصحراوي» على طول 45 كلم و يحتوي على 40 حصنا للمشاة و 8 حصون كبيرة للمدفعية و 15 مركزا للقيادة و 28 نقطة مساندة و قد بنيت كلها بالاسمنت المقوى كما تم تعزيز هذه المواقع الدفاعية بالمدافع المضادة للطائرات و حواجز ميدانية تتمثل في خنادق و اسلاك شائكة و حقول ألغام . تسليح الموقع اثر توقيع الهدنة بين فرنسا و ايطاليا في مارس 1942 قامت لجنة فنية مختصة المانية بتجريد خط مارث من الأسلحة و المعدات لكن اثر تراجع الجيوش الألمانية – الايطالية بقيادة الماريشال رومل بداية من نوفمبر 1942 قادمة من ليبيا باتجاه الأراضي التونسية وأمام ضغط الجيش الثامن البريطاني بقيادة الجنرال مونتقومري قررت قيادة جيش المحور اعادة تسليح و تعزيز خط مارث الدفاعي و أنجزت هذه العملية بين شهر نوفمبر 1942 و مارس 1943 فتمت تعبئة 7000 رجلا بين عسكريين و عملة مدنيين قاموا بحفر 25 كلم من الخنادق المضادة للدبابات و بتهيئة مجاري و ضفاف وادي» زقزاو» . اندلعت معركة مارث في شهر مارس 1943 و تزامنت مع بداية ضغط جيوش الحلفاء بقيادة الجنرال أندرسون على الجيوش الألمانية- الايطالية التي كان يقودها الجنرال « فون أرنيم « و ذلك مناطق الوسط و الشمال التونسية و بداية السيطرة البحرية و الجوية لصالح الحلفاء في حوض البحر الأبيض المتوسط . كان عدد القوات المتحاربة على خط مارث ما يقارب 240 ألف رجل من بينهم 160 ألف من قوات الحلفاء و 786 ألف من قوات المحور و كان جيش الحلفاء معززا ب 750 دبابة و 700 مدفع ميدان و 1000 مدفع مضاد للدبابات و 535 طائرة بالاضافة القطع البحرية الحربية ، أما قوات المحور فقد كانت معززة 150 دبابة و 450 مدفع ميدان و 500 مدفع مضاد للدبابات و 123 طائرة .بداية المعركة كانت يوم 16 مارس 1943 عندما قام الجيش الثامن البريطاني بالهجوم على خط مارث و ذلك على محورين الأول على المنطقة الساحلية بين بلدة مارث و البحر أما الثاني فيتمثل في عملية التطويق عبر الظهر التونسي . اشتدت المعركة خاصة يومي 20 و 21 مارس 1943 عندما حاول الجيش الثامن البريطاني عبور واد زقزاو المحصن و انتهت المعركة يوم 28 مارس 1943