نظم عمال نقل الأموال بجنوب إفريقيا، الثلاثاء، مسيرات في عدة مدن كبرى بأنحاء البلاد احتجاجا على ارتفاع عمليات السطو. وقد تم تنظيم مسيرات من قبل اتحاد نقابات جنوب إفريقيا واتحاد عمال النقل في جوهانسبورغ وكيب تاون ودربان من أجل دعوة الحكومة للتعامل مع هذه الظاهرة الآخذة في التزايد. فقد سجل مركز معلومات المخاطر التابع لمصرف جنوب إفريقيا، ما يقارب 159 هجومًا ضد عمال نقل الأموال منذ بداية هذا العام. وتعد مقاطعة غوتنغ التي توجد بها العاصمة الاقتصادية جوهانسبرغ وبريتوريا، الأكثر تضررا من هذه المشكلة بتعداد 61 عملية سطو، تليها مبومالانجا وكيب الشرقية. ودفع تصاعد هذه الهجمات وزير الشرطة، بهيكي كيلي، إلى كسر حاجز الصمت للإعلان عن نية حكومته إطلاق حملة، بدعم من الاستخبارات، لاحتواء هذا الوضع المقلق. وقد نظمت نقابات النقل، الأسبوع الماضي، اجتماعا لمناقشة الوضع مع أبرز شركات نقل الأموال في البلاد، والتي اعتبرت أن هذه الهجمات تهدد سلامة الموظفين والعموم على حد سواء. وتجدر الإشارة إلى أن جنوب إفريقيا تسجل معدلات عالية جدا من جرائم العنف، بما في ذلك القتل. حيث أن عدد جرائم القتل في ارتفاع مهول للسنة الخامسة على التوالي، وصولا إلى 52 جريمة يوميا في عام 2017. ويرجع هذا، حسب معهد بريتوريا للدراسات الأمنية، إلى عدم قدرة الجهاز الأمني على مكافحة الجريمة، على الرغم من أن ميزانية وزارة الشرطة في ارتفاع كل عام منذ 2012. ويرى محللون أن هذا العجز أمام الجريمة راجع إلى فساد الجهاز الأمني الذي يتعين إعادة هيكلته. في حين أن العديد من المواطنين يتخلون عن الشكوى، بسبب فقدان الثقة في الأجهزة الأمنية للبلاد، وبالتالي فإن العديد من الأعمال الإجرامية لا يتم عدها في الإحصائيات الرسمية بينما يفلت مرتكبوها من العقاب.