تونس (الشروق) جمهور غفير كان في انتظار عرض «مملكة الحب»، مساء أول أمس الثلاثاء 19 جوان 2018 بقاعة الفن الرابع بالعاصمة، ليكتشف عودة فنانة برزت في الثمانينات والتسعينات، وهي منية البجاوي. صحيح أن الحضور الجماهيري كان كبيرا في عرض «مملكة الحب»، وصحيح أيضا أن الجمهور تفاعل تصفيقا وضحكا مع «مملكة الحب»، لكن السؤال الذي ردده عديد الحاضرين، هو «أين منية البجاوي في عرضها؟» وهذا السؤال يكتسب مشروعيته من المساحة الزمنية التي ظهرت فيها صاحبة «همس الموج» وهي تغني أو وهي تتحدث في فيديوهات مصورة بدت مسقطة ولم تخدم العرض حتى وإن كانت نية المخرج التمهيد للمشهد الغنائي الذي يلي كل فيديو. كما عبر الجمهور عن استيائه من الإطالة، حيث تواصل العرض الأول ل»مملكة الحب» قرابة ثلاث ساعات كاملة، ولو أن مخرج العرض الطاهر عيسى بن العربي، نجح في شد الجمهور طيلة هذه الفترة الزمنية، لاشتغاله على السخرية والكوميديا السوداء في أغلب ردهات العرض، الذي يقوم تصوره الفني على تشريك المتفرج في العمل ليتداخل فيه فضاء اللعب بفضاء الفرجة ويفتح حوارات ومواجهات ديالكتيكية مع المتفرج الذي يتحول بدوره في بعض الأحيان إلى جزء من الفرجة. ويتناول عرض «مملكة الحب» موضوع «الجنسانية» أو موضوع الحب في تركيز متواصل على الجانب الجنسي بما يحمله من إشكالات وتناقضات ومفارقات في مجتمعنا، إيحاء ونصا منطوقا وتمثيلا، لينتقد ما تكرر بخصوص هذا المجتمع مرارا في العرض والذي مفاده أن مجتمعنا ذكوري، هذا إلى جانب السخرية من عديد الظواهر الآنية، كالتطرف، وغيره من الظواهر، لكن الخوض في هذه المواضيع جعل البناء العام للعمل، غير منظم، وفيه نوع من الارتجال، لذلك وجب إعادة النظر في العمل ككل وحذف ما يجب حذفه ليصبح العرض أكثر انسجاما وامتاعا.