تباينت الأرقام حول عدد المشجعين والسياح، الذين قدموا إلى روسيا لحضور مباريات كأس العالم، لكن الرقم القريب من الواقع حسب تقديرات أولية للسلطات الروسية يتراوح ما بين 500 و570 ألف مشجع، ما يؤدي تلقائيا إلى زيادة التدفقات السياحية على المدن والأقاليم، التي تستضيف مباريات مونديال — 2018. وساهم تنظيم المونديال في تشجيع قطاع الفنادق، وتدشين وافتتاح غرف فندقية جديدة. العملة الروسية بالتوازي تشهد جميع المدن التي تستضيف مباريات كأس العالم نفقات كبيرة بالروبل من قبل الزوار الأجانب والمشجعين، وقدرت شركة «ماكنزي» الاستشارية الرائدة أن نفقات المشجعين في كأس العالم ستبلغ 121 مليار روبل (ما يعادل حوالي 1.91 مليار دولار). وتضيف الشركة الاستشارية أن الطلب اليومي على العملية الروسية بإمكانه أن يرتفع بواقع 8 9 %. كما تشير تقديرات أخرى إلى أن كل ذلك قد يساهم في تعزيز العملة الروسية أمام العملات الأجنبية في شهر يوليو/تموز بنسبة 2%. الملاعب والمنشآت بدأت روسيا مسيرتها التحضيرية لكأس العالم في 2018 مباشرة بعد فوزها في مسابقة استضافة المونديال. وبلغت نفقاتها على التحضير لكأس العالم حسب تقديرات مؤسسة «إر بي كا» الروسية حوالي 883 مليار روبل (ما يعادل حوالي 14.2 مليار دولار)، ومن بينها 265 مليار روبل (ما يعادل زهاء 4.1 مليار دولار) تم تخصيصها لبناء وترميم المنشآت الرياضية. وللمقارنة أنفقت البرازيل في عام 2014 حوالي 11.6 مليار دولار. وتجاوزت النفقات النهائية في روسيا المستوى المخطط له في عام 2013 ب19 مليار روبل (ما يعادل 301 مليون دولار). وتعتبر روسيا الوحيدة، بين الدول التي استضافت المونديال، التي قامت بتشييد وتجديد جميع الملاعب ال12 بشكل جذري. وتشير الأرقام إلى أن النفقات على تحضير ملعب واحد بلغت حوالي 380 مليون دولار. وهذه الأموال لم تخصص خلال فترة واحدة، بل قسمت على الأعوام ما بين 2013 2018. وتحضيرا لاستضافة كأس العالم في روسيا، نفذت مشاريع كبيرة، ربما أبرزها بناء مطار جديد خصيصا لكأس العالم، وهو مطار في مدينة سارانسك، في جمهورية موردوفيا إحدى المدن ال11، التي تستضيف مباريات كأس العالم. وشهدت البنى التحتية في المدن، التي تستضيف كأس العالم وضواحيها تحسنا ملحوظا وغير مسبوق أثناء مسيرة تحضيرات البلاد لهذا الحدث العالمي. وتم تحديث 20 محطة للقطارات ، كما بلغت مسافة الطرق، التي تم بناؤها وتجديدها 178 كيلومترا. وارتفعت طاقة استيعاب المطارات في المدن، التي تستضيف المباريات على الأقل 30 % وفي بعض المدن ارتفع هذا المؤشر إلى 100 %. كما تم بناء محطات مترو جديدة في كل من موسكو وسان بطرسبورغ ونيجني نوفغورود. فرص عمل جديدة يعتمد تنظيم كل فعالية ضخمة مثل المونديال بالدرجة الأولى على احترافية اليد العاملة، ولن تتمكن أي دولة من تحقيق الأهداف المرجوة بدون وجود العمال المحترفين، وروسيا هنا ليست استثناء. وتم إيجاد زهاء 969 ألف وظيفة جديدة في الفترة بين 2013 2018، وغالبيتها في قطاعي السياحة والبناء. كما بلغت إيرادات الفرد الإجمالية في هذه المشاريع خلال السنوات ال5 الماضية 414 مليار روبل (ما يعادل حوالي 6.54 مليار دولار). ومن المتوقع أن ينعكس المونديال في روسيا على فتح فرص عمل جديدة في المستقبل، حيث تشير التقديرات الروسية إلى أن تنظيم المونديال في البلاد وتنفيذ المشاريع المتعلقة به ساهم في رفع نسبة التوظيف لتطال 245 ألف شخص سنويا على مدار 5ال سنوات مقبلة.