"بالونات" و"طائرات ورقية"، تعلق في ذيلها قطعة من القماش المُبلل بالسولار، هي فكرةٌ مستحدثة للشباب الفلسطيني المُبدع؛ لإيلام العدو الصهيوني الذي يفتك بالمتظاهرين المشاركين في مسيرات العودة الكبرى منذ انطلاقها في الثلاثين من مارس الماضي. القدسالمحتلة (الشروق) من مراسلنا بهاء العبدالله هؤلاء الأبطال بدؤوا اليوم بتكتيك جديد عند حدود قطاع غزة، من خلال طيور جارحة تحمل موادّ حارقة. وهذا يعد سلاحا جديدا للفلسطينيين ضد الاحتلال. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الصهيونية عن مسؤولين في قوات الاحتلال، قولهم إنهم عثروا على صقر جارح بالقرب من الحدود مع القطاع. وقالت "المذهل أنه كان يحمل مادة حارقة ربطت إلى رجله". وكشفت الصحيفة عن سلاح جديد اتخذته حركة "حماس" ضد "إسرائيل". وأضافت الصحيفة، أن الطائرات الورقية وبالونات الهيليوم الحارقة باتت تشكل تهديدًا حقيقيًّا للمستوطنات المحيطة بغلاف غزة. ووصف مسؤولون عسكريون الحادثة بأنها "صادمة"، وذلك في حال قررت حركة حماس استخدام الحيوانات البرية من أجل إضرام الحرائق في الجانب الصهيوني. وأشاروا إلى أن السلاح الجديد والوحشي من القطاع هو طيور جارحة تحمل موادّ حارقة بعد الطائرات الورقية والبالونات الحارقة. وجاء ذلك عقب استخدام الفلسطينيين الطائرات الورقية التي تحمل زجاجات المولوتوف الحارقة باتجاه الأراضي المحتلة. وأدت إلى إحراق الأراضي الزراعية، إضافة إلى إثارة الرعب داخل المستوطنات الصهيونية. ويذكر أنه يوميا يندلع أكثر من 20 حريقًا بسبب هذه الاختراعات من الشباب الفلسطيني الثائر، والتي تقض مضاجع الصهاينة. والحرائق التي سببتها الطائرات الورقية شغلت الاحتلال الصهيوني خلال الأيام الماضية على أكثر من صعيد، لكونها تسببت بخسائر مادية. ولا أفق لحل ما وصفوه بمعضلة الطائرات الورقية، التي لا تنفع معها لا قبة حديدية ولا فولاذية. وأكدت وحدة الطائرات الورقية والبالونات الحارقة "أبناء الزواري"، (نسبة إلى الطيار التونسي الشهيد محمد الزواري) على أن العلاقة بين زيادة الحصار وكمية الحرائق هي علاقة طردية. فكلما زاد الحصار زادت كمية الحرائق واتسعت بقعة الزيت لتصل الى مسافات أبعد وأبعد. ونفت الوحدات ما نشرته وسائل إعلام صهيونية حول أن حركة "حماس" ستوقف وحدة البالونات الحارقة عن العمل أو أنها ستخفف هذه الظاهرة في مدة أقصاها 72ساعة. وقالت الوحدات في تصريح صحفي وصل "الشروق": "نعلن للعالم أجمع أن هذه الأخبار عارية عن الصحة تماما. ولم تقم "حماس" بنشر قواتها على الحدود لمنع مطلقي البالونات من العمل". وأضافت: "خرجت وحداتنا منذ الصباح لتسيّر بالوناتها باتجاه أراضينا المحتلة لنثبت للجميع أننا لا نتلقى أوامر من أحد وأن مقاومتنا السلمية مستمرة حتى نيل مطالبنا وفك الحصار". وتصف صحف ومواقع صهيونية، الطائرات الحارقة، ب"الكارثة"، فيما تبذل قيادة الاحتلال قصارى جهدها لمواجهة هذه الطائرات الصغيرة، عبر استخدام الوسائل المتاحة لديها ورصد الميزانيات الضخمة للقضاء على هذه الظاهرة التي كبّدته خسائر كبيرة.