الجزائر (الشروق) طلبت فعاليات جزائرية من رئيس الحكومة أحمد أويحيي، إعلان حالة طوارئ صحية، لوقف إنتشار « بعوض النمر» الناقل لعدة أمراض وفيروسات قاتلة، وسط مخاوف من تنقل العدوى إلى الضواحي الحدودية مع تونس. ودعت منظمة «عمادة الأطباء الجزائريين»، الحكومة لتحمل مسؤولياتها في حال تسجيل وفيات جراء إنتشار مخيف «لبعوض النمر» عبر عدة مدن جزائرية مؤخرا وسط تخوفات من توسع رقعته. وقال رئيس المنظمة، محمد بقاط بركاني، إن عودة ظهور «بعوض النمر» المتسبب في نقل بعض الفيروسات الخطيرة، أمر مقلق ومخيف، ويحتم على وزارة الصحة، إعلان حالة طوارئ حتى يتسنى للمواطنين اتخاذ كافة التدابير الوقائية بالشكل المطلوب. وأوضح البروفسور بقاط في تصريحات ل»الشروق» ان هذه الحشرة لها قدرة هائلة على الإنتشار ونقل العديد من الأمراض مثل فيروس «شيكونغونيا» و»زيكا»، وهو ما تم تسجليه في بلدان من العالم في السنوات الأخيرة . ولم يستبعد بركاني أن تنتقل العدوى إلى القرى والمدن التونسية المجاورة، على اعتبار أن التجمعات السكنية لتونس متلاصقة مع نظيراتها في الجهة الشرقية الجزائرية. ويؤكد رئيس منظمة «عمادة الأطباء الجزائريين» بأن «بعوض النمر» ينتشر في المياه الراكدة بالقرب من المنازل أو التجمعات السكنية، أو حتى البحيرات والسدود، وهو ما يستدعي ضرورة وضع مخطط وطني لمكافحة المياه القذرة، بتنظيف ورش تلك المساحات بالمبيدات للتقليل من سرعة إنتشاره. ونبه المتحدث إلى الخطورة التي قد تنجر عن عدم مكافحة «بعوض النمر» والتي قد تؤدي إلى الوفاة، مشددا على ضرورة الشروع في حملات تحسيسية واسعة لتوعية المواطنين. وكان أول ظهور لهذه الحشرة بالجزائر في مدينة تيزي وزو شرق البلاد، شهر جوان 2010 بعد إلتقاط «مخبر باستور» الجزائري، لعيّنة واحدة منها فقط، لكنها إمتدت لتشمل ثلاث محافظات من الوطن، ويتعلق الأمر بمدينة جيجل ووهران والعاصمة الجزائرية. ويعيش «بعوض النمر» بمناطق جنوب شرق آسيا وينتشر بالمناطق الحضرية، حيث يتكيف بسهولة مع البيئات الحيوية المختلفة و يتميّز بيضه بالقدرة على مقاومة الجفاف لفترة طويلة. وظهرت هذه الحشرة، في أوروبا في التسعينات ومنها استمرت في التوسع من بلد إلى آخر، حيث تتجاوب مع فيروس شيكونغونيا وحمى الضنك و زيكا التي تنتشر على الخصوص بمناطق جنوب شرق آسيا. وبحسب الشكاوى المقدمة من طرف المواطنين الجزائريين، فإن « بعوضة النمر» تلسع بشكل خاص في الفترة الليلية وفي الصباح الباكر، وتتسبب في مضاعفات كالحمى والرغبة المتواصلة بالحكة والقيء. وباشرت مصالح النظافة في الجزائر، حملة واسعة على مستوى الأحياء والتجمعات السكنية باستعمال المبيدات وتكثيف دوريات رفع القمامة، في خطوة للحد من تكاثر «بعوض النمر» الذي ينتشر بسرعة في الأماكن القذرة.