يرجع تواجد الانسان بواحة ميداس إلى عصور ما قبل التاريخ على غرار الواحات المجاورة (تمغزة والشبيكة) حيث اتخذ مساكن منحوتة داخل الأخدود العميق بميداس بالإضافة إلى تكوين قرية محصنة بميداس خلال العصور الغابرة وتمّ استغلال حصون ميداس كقلعة دفاعية خلال العصر الروماني وقد تمّ إنشاء قرية ميداس الحالية داخل واحة تتميّز بتنوّع منظوماتها الفلاحية . وتقع واحة ميداس على بعد 4 كلم شمال مدينة تمغزة وعلى بعد أمتار من الحدود التونسية الجزائرية وتنتصب ميداس القديمة بجانب أخدود عميق منحوت ضمن المرتفعات الكلسية وتتميز بمناخ حار وتبلغ المساحة الجملية لواحة ميداس السقوية 29 هكتارا ويشمل نظام الاستغلال للواحة الثلاث طوابق بكثافة مرتفعة تتراوح بين 400 و500 شجرة للهكتار الواحد وهي طريقة توفّر تنوّع بيولوجي زراعي هام ارتكز خاصة على استغلال التمور والأشجار المثمرة على غرار القوارص باختلاف أنواعها والغراسات الرعوية والخضروات ، كما اعتمدت منظومة الاستغلال بواحة ميداس على إدماج تربية المواشي والأبقار بما يمكن العائلات من توفير مداخيل إضافية ودعم خصوبة الأراضي الفلاحية استنادا على وثيقة أعدتها وزارة البيئة والتنمية المستدامة « دليل الواحات النموذجية لمشروع التصرف المستديم بالمنظومات الواحية بتونس « . * التنوع البيولوجي داخل الواحة تنتمي واحة ميداس من الناحية البيومناخية والجغرافية إلى صنف « المناطق الجبلية الجافة « وتنقسم مشاهدها الطبيعية إلى ثلاثة أصناف « المناطق الجبلية ومناطق الأودية والسهول التراكمية « والتي تتضمن منظومة للسباسب ذات الملوحة العالية تتركز بها عديد الأصناف ذات القدرة العالية على التأقلم مع الأراضي المالحة . * من مميزات واحة ميداس تتميز واحة ميداس حسب رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بمعتمدية تمغزة طارق السويدي بوفرة أصول نخيل التمور من نوع « العليق « والذي يفوق عدده عدد أصول نخيل « الدقلة « حيث يقدّر عدد أصول نخيل العليق بحوالي 3000 نخلة من مجموع حوالي 6500 نخلة بميداس تشمل أصنافا مختلفة من التمور وفسّر السويدي وفرة العليق بواحة ميداس بقدرته على تحمّل العطش. ولواحة ميداس خصوصيات مميزة لها حسب ما أفادنا به الفلاح وأمين مال المجمع التنموي بميداس صالح شامخي ففي فترة التعاضد قال إنّه تمّت غراسة فسائل البرتقال بالمنطقة وشهد هذا المنتوج ازدهارا وصارت ميداس تنتج كافة أنواع البرتقال ومن ميزاته النضج بصفة مبكرة وقبل نضج برتقال الوطن القبلي وكان الأهالي يحتفلون بهذا المنتوج بمهرجان سنوي توقّف أواخر سبعينيات القرن الماضي والتفكير جار نحو إعادته بعد ازدهاره من جديد عن طريق مشروع -التصرف المستديم بالمنظومات الواحية بتونس - كما تتميز تمور ميداس بجودة عالية ومنها صنف –العليق- والتي يفوق كمها الدقلة بكثير في المنطقة ويتمّ التهافت عليها وترويجها محليا ويوفّر أخدود ميداس تاريخيا الحماية للقرية القديمة فهو محيط بها ويمتدّ إلى غاية تمغزة وعلى مسافة حوالي 4 كلم وكان هنالك جسر مصنوع من مكونات النخيل يوضع في مكان من الأخدود للعبور عليه نهارا إلى الواحة ويتمّ سحبه ليلا ليحمي الأخدود القرية من الغزوات. * الأهمية السياحية لواحة ميداس يتوفر بواحة ميداس مخزون سياحي هام يعتبر تواصلا للطاقات السياحية المتواجدة بالواحات الجبلية المجاورة بالشبيكة وتمغزة وقد عرفت منطقة ميداس بأخدودها العميق الذي تمّ استغلاله سينمائيا لتصوير الفلم العالمي « المريض الأنقليزي « سنة 1996 ويوفّر موقع ميداس لزائريه مشاهد متميزة تنطلق من جمال وتناغم خصائصه التراثية والحضارية والطبيعية « القرية والواحة والأخدود « وكانت ميداس حسب تصريح صالح شامخي تعجّ بالسيّاح الأجانب الذين يتوافدون على منطقتها السياحية ويقومون بجولة في الواحة ويشترون التمور وشهدت السياحة بميداس خلال السنوات الأخيرة ركودا ولم يعد يفد إلى ميداس سوى بعض السياح اليبانيين والروس حسب قوله بسبب تغيير المسلك السياحي من قبل الأدلاء السياحيين أثناء رحلتهم إلى الموقع السياحي « عنق الجمل « وطالب المندوبية الجهوية للسياحة بتطبيق القانون وتمكين السياح من زيارة ميداس والمصالح المعنية بمواصلة تعبيد طريق ميداس إلى غاية المنطقة السياحية وعدم التوقف على مستوى القنطرة ووادي زقلّم. * الموارد المائية واشكالياتها تشرف على الواحة جمعيتان فلاحيتان وتقتصر الموارد المائية بواحة ميداس على مياه وادي الودعي الذي يشقها وتتمّ عملية الريّ حسب الحاجة وبمقابل ويتوفّر فيها حسب وتعاني واحة ميداس حسب رئيس الاتحاد المحلي للفلاحين بتمغزة طارق سويدي من مشكل نقص في مياه الريّ وقام مشروع التصرف المستديم في المنظومات الواحية بحفر بئر وتجهيزها بتدفق 30 لتر في الثانية وهي في طور الانجاز والمطلوب من المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بتوزر التسريع في تشغيلها لحلّ الاشكال فمنتوجات الفلاحين مهددة بالتلف عطشا ومشكل نقص المياه عويص حسب أمين مال المجمع التنموي ميداس صالح شامخي فلقد تمّ حفر بئر وشركة توزيع المياه –الصوناد- تعتزم ضخّ مياهها إلى المنطقة المجاورة عين الكرمة في حين أنّ واحة ميداس تعاني من نقص فادح في مياه الريّ فالمساحة الجملية للواحة حسب قوله حوالي ضعف المساحة السقوية فهي في حدود 40 هكتارا وبسبب نقص المياه فالمساحة الغير مروية مهملة والبئر التي تعتزم شركة الصوناد ضخها لمنطقة عين الكرمة ميداس أولى بها وكانت هذه البئر وتباطؤ المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بتوزر في تشغيل بئر تمّ حفرها وتجهيزها منذ أشهر من قبل مشروع التصرف المستديم في المنظومات الواحية محور احتجاج عدد من الأهالي مؤخرا وتهديدهم باجتياز الحدود وهو اشكال قال ينبغي التسريع في حلّه لحماية الواحة وحتى لا تستفحل ظاهرة نزوح شباب المنطقة بسبب البطالة ويقبل على العمل الفلاحي وطالب بإعادة مسح شامل لكامل الواحة القديمة فمياه الري حسب قوله موزعة بصفة غير عادلة . * توجهات مشروع التصرف المستديم في المنظومات الواحية حدّد المشروع توجهات ذات أولوية لتنمية واحة ميداس منها في مجال المحافظة على الوظائف البيئية للمنظومات الزراعية الواحية حماية الواحة من الفيضانات والخسائر الناتجة عن الخنزير الوحشي والمحافظة على التنوع البيولوجي الواحي ودعمه من خلال إكثار الأصناف المحلية والمهددة داخل المآلف ودعم قدرات مجمع التنمية الفلاحية من خلال التكوين والمساعدة الفنية وتعزيز قدراته البشرية وتحسين التصرف المستدام في الموارد المائية من خلال انجاز بئر عميقة جديدة واستعمال الطاقة الفولطوفلطية لضخ المياه وصيانة ودعم شبكات الري الحالية .